ناقش الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الانتهاكات الإسرائيلية باعتبارها أولوية لسوريا، وذلك خلال زيارة الوفد إلى دمشق اليوم، الخميس 4 من كانون الأول. صرح بذلك مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).
أوضح علبي أن الشرع تناول حادثة بيت جن كمثال على التوغلات الإسرائيلية المتكررة. كما تطرق النقاش إلى الملفات الاقتصادية والتنموية، وتأثير العقوبات على الشعب السوري.
اعتبر علبي أن زيارة الوفد في ذكرى التحرير تحمل رسالة تضامن واضحة، مشيرًا إلى توافق الأعضاء على دعم سوريا وحكومتها وشعبها في هذه المرحلة. وأضاف أن توقيت الزيارة يعكس إدراك المجلس للإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي، وأن حضورهم يهدف إلى توجيه رسالة تضامن قوية والاستماع إلى رؤية الشرع لمستقبل البلاد.
أشار علبي إلى وجود تغير في تعامل مجلس الأمن مع الملف السوري، موضحًا أن سوريا كانت سابقًا تشكل أزمة داخل المجلس المنقسم، بينما يمثل اجتماع الأعضاء الـ 15 على موقف واحد خلال هذه الزيارة انتقالًا مهمًا وإنجازًا تاريخيًا.
صامويل زبوغار، سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة ورئيس المجلس لشهر كانون الأول الحالي، أوضح أن هدف الزيارة هو استعادة ثقة الشعب السوري بعد سنوات من الانقسام داخل المجلس، وأن الوفد يسعى إلى بناء هذه الثقة. وأكد علبي أن استمرار توحد مجلس الأمن قد يسهم في نقل سوريا من موقع مصدر الأزمات إلى بلد مستقر يساهم في السلم والأمن الدوليين.
وصل الوفد إلى سوريا عبر معبر “جديدة يابوس”، وزار حي جوبر بدمشق الذي تعرض لدمار كبير جراء قصفه من قبل النظام السابق. كما زار الوفد، برفقة إبراهيم علبي ونجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أماكن تاريخية وتراثية في دمشق القديمة، منها فندق بيت الوالي بباب توما والجامع الأموي. وعقد الوفد اجتماعات مع فعاليات المجتمع المدني السوري ورجال الدين في فندق “سميراميس”.
أعلنت البعثة السلوفينية في مجلس الأمن أن الزيارة تهدف إلى إعادة بناء الثقة في الأمم المتحدة وتعزيز دعم العملية السياسية. وتعد هذه الزيارة الأولى لوفد مجلس الأمن إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024. بعد دمشق، توجه الوفد إلى بيروت للقاء ممثلين عن قوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوبي لبنان (يونيفيل).
تأتي الزيارة إلى بيروت في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2024 لإنهاء الحرب مع “حزب الله”.