أعلن وزير الداخلية السوري، أنس الخطاب، عن إلقاء القبض على ثلاثة من كبار المتورطين في تجارة “الكبتاجون”، وأشار إلى أن تفاصيل عملياتهم ستعرض عبر وسائل الإعلام في الأيام القادمة. وأكد أن هذه الاعتقالات تأتي ضمن جهود مكثفة تبذلها الوزارة لوقف الشبكات الكبرى المتورطة في تصنيع وترويج المخدرات.
وخلال لقاء على قناة “الجزيرة” اليوم 6 كانون الأول، أوضح الخطاب أن الإنجاز الأبرز الذي تحقق في سوريا هو وقف إنتاج المخدرات في المناطق التي كانت تشهد نشاطًا واسعًا خلال السنوات الماضية، على الرغم من بقاء كميات من المواد المخدرة مخبأة داخل بضائع معدة للتصدير، والتي تعود جميعها إلى فترات إنتاج سابقة.
وأشار إلى أن التحقيقات تركزت على فحص البضائع المعدة للتصدير، حيث تم العثور داخل الكثير منها على كميات من حبوب “الكبتاجون” التي جرى ضبطها بالكامل، وأن معظم الملايين التي تمت مصادرتها كانت ضمن هذه الشحنات.
كما أشار الوزير إلى تفعيل العمل المشترك بين المنافذ والمطارات والمعابر لضمان التفتيش الدقيق للبضائع قبل تصديرها، مؤكدًا أن وتيرة العمل تتصاعد بشكل ملحوظ.
وفي سياق عرضه لجهود مكافحة المخدرات، أوضح الخطاب أن هذه الجهود تعود إلى عام 2017، حيث تم تشكيل ملف خاص لمكافحة المخدرات، تلاه عمل طويل تضمن تنفيذ عمليات مشتركة مع الجانب التركي. وأضاف أنه فور الوصول إلى دمشق، جرى تفعيل إدارة مكافحة المخدرات، التي كانت موجودة سابقًا ضمن هيكلية وزارة الداخلية ولكنها بلا صلاحيات تذكر، بسبب تورط شخصيات نافذة في السلطة، وفي مقدمتهم “الفرقة الرابعة” في رعاية عمليات التهريب والتصنيع.
وتابع الوزير أن الوزارة بدأت منذ الأيام الأولى لـ”التحرير” بتفعيل الإدارة، ورفدها بكوادر جديدة، وتنظيم دورتين لضم منتسبين جدد، نظرًا لاتساع نشاط صناعة وتجارة المخدرات في كثير من المحافظات السورية. وتركزت الجهود على منطقتي ريف دمشق وحمص، القريبتين من الحدود اللبنانية، حيث عثر على العديد من المعامل العاملة هناك.
ووفقًا للخطاب، تم ضبط أكثر من 14 معملًا لإنتاج المخدرات، بينما بلغ عدد حبوب “الكبتاجون” المصادرة حتى الآن نحو 365 مليون حبة، وهي كميات ضخمة سببت أذى كبيرًا لدول الجوار، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي كانت هدفًا رئيسيًا للشبكات المتورطة في الإنتاج والتهريب.
تمكنت إدارة مكافحة المخدرات، في 4 كانون الأول، من تفكيك شبكة متخصصة في ترويج وتهريب المواد المخدرة، خلال عملية أمنية محكمة في محافظة ريف دمشق، وتوقيف اثنين من أفرادها، المدعوان “م.م” و “ع.أ”، بحوزتهما أكثر من 160 ألف حبة “كبتاجون” بعد متابعة ميدانية دقيقة ورصد مستمر لتحركاتهما.
وبحسب ما نشرته الوزارة عبر معرفاتها، كان قسم منها مخبأ داخل بطاريات سيارات، في محاولة لتهريبها إلى خارج البلاد، حيث جرت مصادرة المواد المخدرة بالكامل، وتنظيم الضبط اللازم بحق الموقوفين وفق الأصول القانونية.
كما أحبط فرع مكافحة المخدّرات في محافظة حلب، نشاط شبكة تمتهن تجارة وترويج المواد المخدرة، وذلك بعد عملية متابعة دقيقة أسفرت عن إلقاء القبض على متزعم الشبكة المدعو “ح.إ” وأربعة من أفرادها.
وذكر مصدر في قيادة شرطة حلب لوكالة الأنباء السورية (سانا)، في 3 كانون الأول، أن عناصر الفرع ضبطوا بحوزة الموقوفين نحو 31 ألف حبة “كبتاغون”، إضافة إلى نحو 500 غرام من مادة “الكريستال” (H-Buzz)، وكميات من المادة نفسها بشكلها السائل، حيث جرى مصادرتها أصولًا تمهيداً لإتلافها تحت إشراف الجهات المختصة.
وقبل يوم، ألقى فرع مكافحة المخدرات في دمشق، القبض على شبكة مكونة من عشرة أشخاص منهم متزعم الشبكة “ع.خ”، تقوم بترويج وبيع المواد المخدرة، وتم ضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة بحوزتهم. وشملت المضبوطات نحو 500 ألف حبة “كبتاغون”، وألف غرام من مادة “الكريستال”، و12 كيلوغرامًا من مادة الحشيش المخدر، و3 آلاف غرام من مادة “الهيروين”.
وكان فرع مكافحة المخدرات في محافظة ريف دمشق، تمكن بالتعاون مع مديرية الأمن الداخلي في منطقة الزبداني، في الأول من الشهر نفسه، من ضبط 324 كفًا من مادة “الحشيش المخدر” وما يقارب 200 ألف حبة “كبتاغون”، وذلك إثر ورود معلومات دقيقة تفيد بوجود نشاط مشبوه يهدد الأمن العام في المنطقة.