مع دخول سوريا مرحلة جديدة بعد سقوط النظام البائد، يشهد قطاع الطاقة إصلاحات جذرية تهدف إلى تحويل السوق إلى اقتصاد مفتوح يحقق الاستدامة والعدالة الاجتماعية. الدكتور عبد المعين مفتاح، الخبير والاستشاري في الإدارة والاقتصاد وإعادة هيكلة الشركات، يوضح الوضع الحالي لقطاعي الكهرباء والمحروقات.
توفر الطاقة قبل وبعد التحرير:
أوضح مفتاح أن أسعار الكهرباء والمحروقات كانت منخفضة جداً قبل التحرير، خاصة للشريحة الأولى من الاستهلاك المنزلي، لكن المشكلة كانت في توفر الطاقة. كانت ساعات الكهرباء محدودة، والمحروقات شبه مستحيلة. أما بعد التحرير، فأصبحت الطاقة متوافرة ومستقرة، وإن كانت بأسعار أعلى: الشريحة الأولى للكهرباء 600 ليرة/ك.و/س، الشريحة الأعلى 1,400 ليرة/ك.و/س، والمنشآت الصناعية الكبرى بين 1,700 و1,800 ليرة/ك.و/س. أما المحروقات في دمشق 2025، فبنزين أوكتان 90 بسعر 10,030 ليرات/لتر، مازوت 8,100 ليرة/لتر، وأسطوانة الغاز المنزلي (12 كغم) 113,400 ليرة.
الفرق الأساسي، بحسب مفتاح، ليس في السعر فقط، بل في التوفر والأمان. المواطن الآن يحصل على الطاقة بسهولة وبانتظام.
انخفاض التقنين وتحسن الاستقرار:
أكد مفتاح على التحسن الملحوظ، خاصة في دمشق، حيث زادت ساعات التغذية إلى 14–16 ساعة يومياً. وأشار إلى أن التحسن ليس كاملاً بعد، لكنه مؤشر على أن الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها.
نقاط القوة والضعف في السوق المفتوح للطاقة:
أشار الخبير إلى نقاط القوة، والتي تتمثل في تحقيق استدامة القطاع، وتوفر الطاقة للمواطن، وفرص استثمارية جديدة. أما نقاط الضعف فتتمثل في العبء المالي على المواطن، وتذبذب سعر الصرف، والحاجة إلى تحديث البنية التحتية.
وأضاف مفتاح أن المصانع والمطاعم الصغيرة تعتمد نظم ترشيد ذكية. المواطن الآن يحصل على ما يحتاجه بسهولة، حتى لو كلفه أكثر، مؤكداً أن سوريا دخلت مرحلة جديدة في سوق الطاقة. الأسعار السابقة كانت منخفضة لكنها لم توفر أي استقرار، فيما الأسعار الحالية تمثل خطوة أساسية نحو استدامة الطاقة وتوفرها.
وتابع: "المعركة ليست فقط على الأسعار، بل على جعل الطاقة متاحة ومستدامة وعادلة. المرحلة الانتقالية مؤلمة، لكنها ضرورية للوصول إلى حياة اقتصادية واجتماعية أفضل للجميع."
تطلعات مستقبلية:
تطرق مفتاح إلى تصريحات وزير الطاقة محمد البشير الأخيرة حول خطط مواجهة التحديات، والتي أكد فيها على إقامة محطات تحلية لمواجهة الجفاف المتزايد في سوريا، وتحسين الربط الإقليمي للكهرباء وإعادة تأهيل الشبكة، وتوقيع عقود مع شركات سعودية وقطرية وإماراتية لتطوير إنتاج الغاز.
وخلص إلى أن سوريا تمر بمرحلة مخاض اقتصادي واجتماعي مؤلمة، لكنها تحمل وعداً بمستقبل أفضل، حيث تتحقق العدالة الاقتصادية ويصبح الوصول للطاقة والحياة الكريمة أمراً واقعياً لكل منزل ومصنع.
هناء غانم