تشهد سوريا احتفالات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024. في المقابل، تبرز دعوات لمقاطعة هذه الاحتفالات، خاصة من قبل المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، ممثلاً بغزال غزال، والإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا.
أعلنت الإدارة الذاتية عن "منع" إقامة أي "تجمعات أو فعاليات جماهيرية أو اجتماعية… يومي السابع والثامن" من كانون الأول/ديسمبر، وذلك "نظراً للظروف الأمنية الراهنة والمتمثلة في ازدياد نشاط الخلايا الإرهابية".
ودعا غزال أبناء طائفته إلى مقاطعة الاحتفالات، معبراً عن رفضه لما وصفه بـ "ظلم" جديد يلحق بالأقلية العلوية. وأوضح غزال في بيان نُشر على صفحة المجلس في فيسبوك: "تحت شعار الحرية يريدون الاحتفال بالإكراه باستبدال نظام ظالم بنظام أشد ظلما"، مضيفاً: "اعتقلوا وقتلوا وذبحوا وخطفوا وحرقوا والآن يهددون بلقمة العيش…ويجبروننا قسرا على المشاركة باحتفالات بنيت على دمائنا وآلامنا وأوجاعنا…وتكميم أفواهنا".
وأردف غزال: "لذلك أقول سيكون ردنا سلمياً واضحا بإعلان الإضراب العام والشامل في كافة مجالات الحياة والالتزام في البيوت لمدة خمسة أيام بدءا من الثامن حتى 12 من هذا الشهر"، وذلك "رفضا لتمكين ظلم جديد أشد بطشا وأكثر استبدادا وإقصاء وقسوة". وتابع غزال: "سنواجه اعتداءهم برد جماعي سلمي واضح يقيدهم ويذكرهم بقوة إرادتنا التي لا تقهر".
وشهدت مدينة اللاذقية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية تظاهرات حاشدة الشهر الماضي، تنديداً بالاعتداءات المتكررة ضدهم. وكانت هذه الاحتجاجات الأكبر في المناطق ذات الكثافة العلوية منذ سقوط الأسد، استجابة لدعوة نشرها “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى” على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ وصول الرئيس السوري أحمد الشرع إلى دمشق، تصدرت إعادة بناء مؤسسات الدولة والجيش والنهوض بالاقتصاد المنهك أولويات السلطات الانتقالية بقيادة الشرع. إلا أنه لم يتمكن بعد من بسط سيطرته الكاملة على الأراضي السورية، في ظل تعثر المفاوضات مع الأكراد وأعمال العنف الطائفية التي تورطت فيها قواته وأسفرت عن مقتل المئات من العلويين والدروز.
وقبل يومين، هنأ الشرع الشعب السوري في الذكرى الأولى لانطلاق عملية “ردع العدوان”. وقال الرئيس أحمد الشرع في رسالة التهنئة: "أيها الشعب السوري العظيم أبارك لكم اليوم ذكرى بدء معركة تحرير سوريا بأكملها معركة ردع العدوان التي عملت على إسقاط النظام المجرم بكامل أركانه".
وأضاف الشرع: "أدعو في هذه المناسبة العظيمة كامل أطياف الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته للنزول إلى الساحات والميادين للتعبير عن فرحتهم بهذه المعركة العظيمة وإظهار اللحمة والوحدة الوطنية وسلامة التراب السوري".
(أخبار سوريا الوطن2-النهار)