لوحة فسيفساء بيزنطية نادرة تظهر في محيط قارة بريف دمشق بالتعاون مع مواطن


أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن كشف أثري جديد يتمثل في لوحة فسيفسائية تعود إلى الحقبة البيزنطية، وذلك في محيط مدينة قارة بريف دمشق. وجاء هذا الاكتشاف عقب بلاغ تقدم به أحد المواطنين، مما يسلط الضوء على الدور المحوري للتعاون المجتمعي في صون التراث الثقافي السوري.
وأوضحت المديرية أن الموقع المكتشف يقع تحديداً في منطقة تُعرف باسم "القبو". وقد أظهرت أعمال الكشف الأولية وجود أرضية فسيفسائية مزخرفة بأشكال هندسية متعددة الألوان، بالإضافة إلى بقايا رسوم جدارية وعناصر معمارية تحمل طابعاً أثرياً مميزاً.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن هذا الموقع يعود إلى العصر البيزنطي، وتنتظر المديرية استكمال الدراسات الأثرية المتخصصة لتحديد طبيعته ووظيفته بدقة أكبر. ويُعد هذا الاكتشاف دليلاً إضافياً على الثراء الحضاري لمنطقة القلمون عموماً ومدينة قارة على وجه الخصوص، حيث تؤكد المكتشفات المتعاقبة ازدهار المنطقة وسكناها خلال فترات تاريخية متعددة، بدءاً من العصور الكلاسيكية والرومانية وصولاً إلى البيزنطية ثم الإسلامية.
تكتسب الفسيفساء البيزنطية أهمية خاصة في الأبحاث الأثرية، نظراً لما تعكسه من تطور فني وثقافي متقدم. ففي تلك الحقبة، كانت الفسيفساء تُستخدم بشكل واسع لتزيين الكنائس والمباني العامة والمنازل الفخمة، معبرة عن رموز دينية أو زخارف هندسية ونباتية ذات دلالات جمالية وروحية عميقة.
وأكدت المديرية العامة للآثار والمتاحف أنها باشرت باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الموقع، بما في ذلك توثيقه وتأمينه، وذلك تمهيداً لإجراء حفريات علمية منظمة. وتهدف هذه الخطوات إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وإتاحته للدراسة، وربما للعرض السياحي مستقبلاً.
ويأتي هذا الكشف في سياق الجهود المتواصلة للكشف عن الكنوز الأثرية الكامنة في الأراضي السورية، مما يؤكد مكانة سورية كواحدة من أغنى مناطق العالم بالتراث الحضاري المتنوع.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي