الزنك وعلاج الزكام: الأدلة العلمية تكشف فعاليته المحدودة ومخاطر الجرعات العالية


يُعدّ الزنك من أشهر العلاجات التي يلجأ إليها الناس عند الإصابة بالزكام، سواء كان ذلك عبر المستحلبات، الأقراص، أو البخّاخات الأنفية المتاحة دون وصفة طبية. ورغم شعبيته الواسعة، تستعرض صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير جديد ما تكشفه الأدلة العلمية حول فعاليته الحقيقية، حدود استخدامه، والآثار الجانبية المحتملة.
توضح ريبيكا أندروز، وهي أستاذة في كلية الطب بجامعة كونيتيكت ورئيسة مجلس الهيئة المعنية بالأطباء الباطنيين في الكلية الأميركية للأطباء، أن الزنك قد يساهم في تقصير مدة الزكام يوماً أو يومين في أفضل الأحوال، لكنه لا يلغي الأعراض تماماً. وتشير أندروز إلى أن هذا التقصير قد يكون ذا قيمة لمن يحتاجون إلى التعافي السريع، مؤكدةً أن دور الزنك في دعم المناعة والاستجابة للعدوى يفسّر الاهتمام به كعلاج مساعد لنزلات البرد.
حلّل استعراض أجرته مؤسسة «كوكرين» عام 2024 نتائج 34 تجربة سريرية تناولت استخدام الزنك للوقاية من الزكام وعلاجه، وتوصّل إلى النتائج التالية:
كما رُصدت آثار جانبية خفيفة تشمل تهيّج الأنف والفم، تغيّر الطعم، ألم المعدة، الإمساك، الإسهال، والتقيؤ. وتحذّر «واشنطن بوست» من تقارير فقدان دائم لحاسة الشم لدى بعض مستخدمي بخّاخات الأنف المحتوية على الزنك، وهو ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إصدار تحذير بشأن هذه المنتجات في عام 2009.
لا توجد جرعة مثالية متفق عليها علمياً لعلاج الزكام، وتعتمد معظم التجارب على نحو 80 ملغ يومياً، وهي كمية يسهل بلوغها عبر تناول المستحلبات المتكررة. ومع ذلك، تحذّر الدكتورة أندروز من أن تجاوز 50 ملغ يومياً يزيد من احتمال الآثار الجانبية. وتشدد على أن استخدام الزنك يجب أن يكون لعلاج زكام قائم فقط، وليس كوقاية يومية، موضحةً أن تناول المكمّلات بجرعات عالية قد يسبب اضطراباً في المعدة قد يُشتبه في أنه مرض آخر.
إضافة إلى ذلك، يمكن للزنك أن يتفاعل مع بعض الأدوية، بما في ذلك تقليل فعالية بعض علاجات السرطان عند تناوله بجرعات مرتفعة. لذلك، تبقى استشارة الطبيب خطوة ضرورية قبل البدء بأي مكمل. وفي الختام، تشير «واشنطن بوست» إلى أن الزنك قد يكون خياراً مساعداً إذا استُخدم بحذر، لكنه ليس علاجاً سحرياً، إذ سيستمر الجسم في التغلب على الفيروس في مساره الطبيعي.
صحة وجمال
صحة وجمال
⚠️محذوفصحة وجمال
⚠️محذوفصحة وجمال