خطيب جامع بدمشق يكفّر دعاة العلمانية والفيدرالية ويهدد بـ"طيران الرقاب"


أثار خطيب مسجد الخياط في حي المهاجرين بدمشق، محمد الشيخ عبد الله، جدلاً واسعاً بخطبة هاجم فيها بشدة دعاة الدولة العلمانية، معتبراً أن كل من يؤيد العلمانية كافر، في فتوى تحمل خطورة بالغة وتهدد حياة الكثيرين.
على الرغم من إشارته في مستهل خطبته إلى ضرورة الحذر من الفتنة، أبدى الشيخ عبد الله حماساً في تكفير المطالبين بدولة علمانية. وقد عمد الخطيب إلى الخلط بين الدعوة للدولة العلمانية وبين مؤيدي نظام البعث السابق، وفقاً لمقطع مصور للخطبة نُشر عبر صفحته على فيسبوك.
بدأ عبد الله هجومه بتناول دعاة الفيدرالية، قائلاً بسخرية: "كنتو خدوها من زمان وحلّو عنا"، كما سخر من شعار "الشعب السوري واحد"، معتبراً مردديه كاذبين. ورأى أنه لو كان الشعب السوري واحداً لما دُمرت مناطق مثل جوبر والقابون وداريا وغيرها، في خلط واضح بتحميل المسؤولية للشعب بدلاً من نظام الأسد.
ثم انتقل الخطيب لمهاجمة المطالبين بالدولة العلمانية، مفسراً ذلك بأن دعاة العلمانية يريدون شعباً بلا دين. ويأتي هذا التفسير في وقت لا تتدخل فيه الدولة العلمانية بأديان الأفراد وحرية ممارساتهم لعباداتهم ومعتقداتهم، بل تحمي تلك الحريات، لكنها لا تفرض ديناً للدولة كمؤسسة، وتعتبر الدولة لجميع مواطنيها دون النظر لأديانهم أو طوائفهم.
وتابع الخطيب تفسيره الخاص لخدمة نظريته، مشيراً إلى أن 80% من السوريين مسلمون، وأن البقية لهم حرية "الكفر" و"شرب الخمر" و"الزنا"، في تشويه مباشر لمفهوم الدعوة لدولة علمانية. ويُذكر أن استطلاعاً للسوريين في فرنسا أشار إلى أن 64% منهم يؤيدون دولة مدنية علمانية.
استمر عبد الله في خطابه الحماسي قائلاً: "هؤلاء يهود وحكمهم حكم اليهود"، دون أن يوضح الحكم الشرعي لليهود في الإسلام. وتحسّر على عدم قدرته على الإفتاء حالياً خوفاً من الفتنة، مضيفاً أنه "إذا صدرت الفتوى ستطير الرقاب".
انتقل الخطيب بعد ذلك إلى ملف آخر، حيث أشار إلى من كانوا يكتبون التقارير للأفرع الأمنية في عهد النظام. كما تطرق إلى معرفته بضابط سابق في المخابرات السورية كتب كتاباً عن سقوط الجولان ودفع ثمنه 28 عاماً في السجن.
وفي تكفير صريح ومباشر على منبر مسجد وسط دمشق، أضاف الخطيب أن حزب البعث عميل لليهود، وأن من يؤيد العلمانية ويقول إنها تحكم المجتمع بشكل أفضل من الأنظمة الإسلامية فهو كافر. ورغم تأكيد عبد الله أنه ليس تكفيري وأن مذهبه شافعي صوفي أشعري، ختم خطبته بسؤال "بدكن علمانية؟"، مذكراً بسؤال النظام السابق للمتظاهرين ضده "بدكن حرية؟".
تتجلّى خطورة هذا الخطاب في انطلاقه من منابع دينية، وتصنيف المواقف السياسية إلى "حلال وحرام"، وصولاً إلى تكفير المخالفين سياسياً، مما يستدعي موقفاً واضحاً من الحكومة ووزارة الأوقاف خصوصاً تجاه الخطاب الديني ودوره، ومنع إصدار فتاوى التكفير وإبداء المواقف السياسية المدعومة بشواهد دينية على المنابر.
سياسة سوريا
⚠️محذوفسياسة سوريا
سياسة سوريا
سياسة سوريا