محلل سياسي لـ"الوطن": سوريا تسير إلى الأمام رغم الدمار الهائل.. وتجاوز الكارثة يتطلب سنوات صعبة

اعتبر الباحث والمحلل السياسي، عمرو السراج، أن مسار «سوريا الجديدة» يتجه نحو الأمام، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الوصول إلى سوريا المثالية التي يطمح إليها الجميع، في ظل حجم الدمار الهائل الذي تعاني منه البلاد، يحتاج إلى وقت طويل وتعاون وعمل شاق وجاد من كافة الأطراف.

وفي تصريح لصحيفة «الوطن» على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر البحثي «عام على التحرير.. آفاق وتحديات» الذي اختتم أعماله أمس بدمشق، عدّ السراج أن التحولات الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها سوريا منذ التحرير، خاصة في المجال السياسي والدعم الأمريكي لها، تعد «مؤشراً مهماً بأن المجتمع الدولي متعاون وراض عما حصل في سوريا، والذي جاء نتيجة تضحيات سنوات طويلة قام بها الشعب السوري»، مضيفاً أن هذا يدل أيضاً على وعي الإدارة السورية والمجتمع السوري بشكل عام بعد سنوات الحرب الطويلة.

وتابع السراج مؤكداً: «واضح أننا نسير إلى الأمام ومنفتحون على العالم، والعالم يرد بالانفتاح علينا، وأتوقع أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح والباقي عند السوريين شعباً وحكومة».

وبعد أن أعرب الباحث والمحلل السياسي عن أمله في أن «تكون سوريا الجديدة ذاهبة إلى مزيد من الاستقرار والنهوض»، أعرب عن أسفه لأن حجم الدمار الذي خلفته حرب نظام بشار الأسد البائد «هائل».

وأشار إلى أنه قام في الأسابيع الأخيرة بزيارات إلى ست محافظات، وقال: «أحياناً أشعر أن تفاؤلنا قد لا يكون في محله بالمقارنة مع حجم الكارثة الهائلة على مستوى البنية التحتية وعلى مستوى الأزمة الاقتصادية الموجودة في سوريا».

لكن السراج، اعتبر أن سوريا ستتجاوز هذه الكارثة بهمة السوريين والخطوات الممتازة التي تقوم بها الحكومة السورية، خصوصاً الانفتاح على الدول العربية والمجتمع الدولي والغرب، والتعهدات الدولية الجيدة لدعم السوريين، بيد أنه توقع أن تمر البلاد بعدة سنوات صعبة. وقال: «نحتاج إلى أن نكون متعاونين وصبورين إلى حد ما، وأتوقع أن نكون بخير ولا أتوقع أن الأمور ستسوء».

ورأى الباحث والمحلل السياسي أن الوصول إلى سوريا المثالية التي نحلم بها في ظل حجم الدمار الهائل وإعادة إعمار هذه المناطق كي يعود الناس ويعيشوا حياة مستقرة وكريمة، فإن هذا الأمر يحتاج إلى وقت، وفي الوقت نفسه نحتاج إلى تعاون وعمل شاق وجاد من الجميع.