السرمانية في ريف حماة: دمار واسع وأزمة خدمات خانقة تفرغ عودة الأهالي من محتواها


على الرغم من سنوات النزوح الطويلة والدمار الهائل الذي لحق بقرية السرمانية في سهل الغاب، بدأت أعداد من سكان القرية بالعودة التدريجية، في محاولة لاستئناف حياتهم الطبيعية. ومع ذلك، لا يزال الواقع الخدمي المتردي يشكل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق الاستقرار والعودة الشاملة للسكان.
ثائر باجيكو (46 عاماً)، أحد أبناء القرية الذي كان يعمل موظفاً في المؤسسة العامة للتبغ قبل النزوح، تحدث لموقع سوريا 24 عن تجربته. أوضح باجيكو أنه اضطر لمغادرة السرمانية عام 2011 بعد دخول قوات النظام وتعرض منازل الأهالي للتدمير. نزح باجيكو وعائلته أولاً إلى الشمال السوري، ثم انتقل إلى تركيا عام 2014. وعند عودته إلى قريته مؤخراً بعد سقوط النظام، فوجئ بتدمير منزله بالكامل.
يعيش باجيكو حالياً في منزل أحد أقربائه، وعزا عدم قدرته على ترميم منزله إلى ضعف إمكانياته المادية وغياب أي دعم يساعد العائدين على إعادة الإعمار. وكشف باجيكو أن الوضع الخدمي في القرية يكاد يكون معدوماً؛ فالأهالي يعانون من انعدام المياه والكهرباء، ويضطرون لشراء المياه بأسعار باهظة تتجاوز 200 ليرة تركية لكل ألف لتر، مما يضاعف الأعباء المعيشية اليومية على السكان العائدين.
من جهته، وصف فارس ديب، وهو أحد العائدين إلى السرمانية منذ نحو شهرين، المشهد الذي وجده عند وصوله بالصادم، مشيراً إلى أن غالبية المنازل مهدمة وتنتشر الأنقاض في الشوارع والأحياء السكنية. وأكد ديب أن القرية تفتقر بشكل كامل إلى المدارس والخدمات الأساسية، لافتاً إلى أن الأهالي يواجهون صعوبات مضاعفة مع حلول فصل الشتاء.
وبين ديب أن ارتفاع أسعار وسائل التدفئة فاقم من معاناة السكان. كما أن عجز الأهالي عن تأمين الحطب يعود إلى انتشار الألغام في محيط القرية، مما يشكل خطراً مباشراً على حياتهم ويمنعهم من الوصول إلى مصادر التدفئة التقليدية.
ويطالب أهالي قرية السرمانية الجهات المعنية بتأمين الحد الأدنى من الخدمات الضرورية، خاصة المياه والكهرباء، بالإضافة إلى فتح الطرقات وإزالة الركام، باعتبارها خطوات حاسمة لتشجيع عودة السكان وتمكينهم من الاستقرار وإعادة إحياء مظاهر الحياة في القرية.
تجدر الإشارة إلى أن السرمانية كانت إحدى القرى التي شهدت معارك وقصفاً عنيفاً خلال سنوات الحرب، حيث تم تحريرها على يد جيش الفتح خلال معركة تحرير مدينة جسر الشغور. وبقيت القرية ساحة للاشتباكات حتى سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، وهو ما سمح ببدء العودة التدريجية للأهالي رغم حجم الدمار والتحديات الكبيرة.
سوريا محلي
سوريا محلي
⚠️محذوفسوريا محلي
سوريا محلي