تصاعد القتال في كردفان يفاقم الأزمة الإنسانية.. وجهود سعودية أمريكية لإنهاء النزاع السوداني


تتواصل المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان بوسط السودان، في ظل تدهور متصاعد للأوضاع الإنسانية والدعوات المتكررة لإغاثة ملايين النازحين.
أفادت مصادر إعلامية سودانية، نقلاً عن الجيش، بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط منطقة "جَبَرة الشيخ" بولاية شمال كردفان. وفي الوقت ذاته، قامت قوة من الجيش بتمشيط ثلاثة من محاور القتال الرئيسية حول مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وشنّ سلاح الجو التابع للجيش غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع تمركز قوات الدعم السريع في ولايتي شمال وغرب كردفان. وشملت الغارات مناطق بارا وغرب الأبيض والخوي وأبو زبد والنهود، حيث تتمركز قوات الدعم السريع منذ عدة أشهر. وأكدت مصادر عسكرية أن هذه العمليات الجوية جاءت بعد رصد حشود عسكرية كبيرة، تضم مقاتلين ومرتزقة، كانت تستعد لشن هجوم على مدينة الأبيض، التي تستضيف آلاف النازحين.
في المقابل، استقدمت قوات الدعم السريع تعزيزات كبيرة إلى مواقعها في كردفان. ومن المتوقع أن تتحول مدن الأبيض وكادوقلي والدلنج إلى ساحات رئيسية للمواجهات المقبلة. ويُعد إقليم كردفان، الذي يضم ثلاث ولايات، حلقة وصل استراتيجية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط وإقليم دارفور، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ نهاية تشرين الأول الماضي.
يأتي هذا التصعيد العسكري وسط أوضاع إنسانية متدهورة للغاية، حيث يعاني السكان والنازحون من نقص حاد في الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية.
وفي هذا السياق، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "أوتشا" أن المنظمة الدولية تحتاج إلى مليارين وتسعمئة مليون دولار لمساعدة 20 مليون شخص في السودان خلال العام المقبل. وأشار المكتب إلى وجود 9 ملايين و600 ألف نازح داخل السودان، يعيش العديد منهم في حالة من عدم الاستقرار، لافتاً إلى أن نحو 29 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما تواجه أكثر من 20 منطقة خطر المجاعة.
وحث "أوتشا" جميع الأطراف على احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق في جميع أنحاء السودان. يُذكر أن الحرب التي اندلعت في نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وتسببت في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
على الصعيد السياسي، شهدت العاصمة السعودية، الرياض، لقاءً بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والقائد العام للجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان. تم خلال اللقاء استعراض مستجدات الأحداث الراهنة في السودان وتداعياتها، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد البرهان التزامه بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار وإنهاء النزاع، مشدداً على أهمية التنسيق بين الخرطوم والرياض في ظل التطورات المتسارعة. وفي سياق متصل، عقد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان اجتماعاً في الرياض مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، الذي يقود جهوداً لحل النزاع القائم في السودان بتكليف من الرئيس دونالد ترامب.
وكان الرئيس الأميركي ترامب قد أكد في الـ 19 من الشهر الماضي، خلال مشاركته في منتدى أمريكي–سعودي للأعمال، أنه سيبدأ العمل على إنهاء الحرب في السودان، استجابة لطلب مباشر من ولي العهد السعودي، مبيناً أنه سيتعاون مع السعودية والإمارات ومصر لإنهائها.
سياسة دولي
سياسة دولي
سياسة دولي
سياسة دولي