دمشق تستقبل أول تعاون أكاديمي مباشر: افتتاح فرع "كولومبيا كوليدج" الأمريكية

شهدت العاصمة السورية دمشق حدثاً أكاديمياً بارزاً تمثل في افتتاح نقابة المهندسين السوريين للفرع الأول لكلية "كولومبيا كوليدج" (Columbia College) الأمريكية. ويُعد هذا الافتتاح أول تعاون تعليمي مباشر من نوعه بين سوريا والمؤسسة الأكاديمية الأمريكية المرموقة، ويهدف إلى تزويد الطلاب السوريين ببرامج تعليمية ومعايير أكاديمية عالمية مباشرةً في دمشق.

حفل الافتتاح والأبعاد الاستراتيجية

نظمت نقابة المهندسين السوريين حفل الافتتاح، الذي جرى أمس الثلاثاء، في صالة التدريب بمقر فرع دمشق للنقابة. وقد حضر الحفل الرسمي مسؤولون حكوميون وأكاديميون بارزون، من ضمنهم وزير النقل المهندس يعرب بدر، ونائب رئيس كلية كولومبيا الأمريكية البروفيسور جون كيم، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والأكاديميين والمهندسين.

أكد المتحدثون على الأبعاد الاستراتيجية لهذه الشراكة. وشدد وزير النقل يعرب بدر على أن "الاستثمار في التعليم والعقل البشري يشكل أساساً للتنمية المستدامة وتمكين الشباب من دخول سوق العمل"، مسلطاً الضوء على أهمية التعليم الحديث والمنصات الرقمية لاكتساب المهارات العملية. من جهته، أوضح البروفيسور جون كيم أن هذا المشروع جاء استجابةً للطلب المتزايد من الشباب السوري على برامج تعليمية تواكب المعايير العالمية، مؤكداً التزام الكلية بمبدأ حرية التعليم.

وفي سياق متصل، أكد نقيب المهندسين مالك حاج علي أن هذه الشراكة تمثل "خطوة تنفيذية مهمة لتأهيل المهندسين"، بما يمكنهم من المشاركة الفعالة في مشاريع إعادة الإعمار وفقاً للمعايير العالمية. كما أشارت مديرة العلاقات الدولية في الكلية، أمل الداية، إلى أن الهدف من افتتاح الفرع هو تطوير النظام التعليمي المحلي من خلال مناهج أمريكية حديثة واختصاصات متنوعة، مع التركيز على الجانب العملي.

البرامج والمزايا التعليمية

كشفت إدارة الكلية، التي تعد مؤسسة تعليمية عريقة ومعتمدة في ولاية فيرجينيا الأمريكية، عن هيكلية البرامج والخدمات المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات السوق السوري. وتشمل المجالات الأكاديمية تخصصات إدارة الأعمال، وعلوم الحاسب، واللغة الإنجليزية المتخصصة، وتقدم برامج للشهادات والدرجات الجامعية المتوسطة مع تركيز قوي على الجانب التطبيقي والمهني.

فيما يخص نظام التدريس، ستبدأ البرامج في المرحلة الأولية عبر التعليم عن بُعد (أونلاين)، على أن يتم لاحقاً إرسال أساتذة من الولايات المتحدة للتدريس المباشر في دمشق. ومن المزايا الإضافية، ستوفر الكلية برامج متخصصة للتحضير لاختبار TOEFL، مع إمكانية إجراء الامتحان داخل سوريا، مما يساهم في تخفيف الأعباء المالية والتنظيمية عن الطلاب.

سيحصل الخريجون على "شهادات معتمدة دولياً"، تتيح لهم فرصاً أفضل في سوق العمل المحلي والعالمي، أو استكمال الدراسات العليا في الخارج. ويأتي هذا المشروع ضمن حراك تعليمي وتنموي أوسع في سوريا، يهدف إلى تحديث البيئة الأكاديمية وتأهيل الكوادر الشابة، خاصة المهندسين، وفتح آفاق دولية أمام الطلاب السوريين.