اللجنة الوطنية للدراما في سوريا توضح حقيقة التصوير في "فرع فلسطين" بعد جدل حقوقي


هذا الخبر بعنوان "بعد انتقادات حقوقية.. لجنة الدراما تنفي التصوير داخل السجون" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أصدرت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا بيانًا نفت فيه بشكل قاطع تصوير أي أعمال درامية أو سينمائية داخل سجون أو فروع أمنية سابقة شهدت انتهاكات وتعذيبًا إبان حكم النظام السابق، بما في ذلك سجن "صيدنايا" وفرع "فلسطين". وأكدت اللجنة، في بيانها الصادر مساء الثلاثاء 16 من كانون الأول، أن المعلومات المتداولة حول التصوير داخل هذه المواقع غير دقيقة. وأوضحت أن عملية التصوير اقتصرت على محيط خارجي محدود يتبع لأحد المواقع الإدارية لفرع "فلسطين"، وتحديدًا في الباحة الخارجية فقط، مع التأكيد على عدم إجراء أي تصوير داخل الأماكن المخصصة للاعتقال أو التعذيب أو الاحتجاز، أو تلك التي يمكن وصفها قانونيًا أو حقوقيًا بأنها مسرح جريمة.
وكان استخدام الفروع الأمنية السابقة كمواقع لتصوير المسلسلات الدرامية قد أثار جدلاً واسعًا، لا سيما بعد تصوير مسلسل "عيلة الملك" في فرع "فلسطين". وفي هذا السياق، صرح مخرج العمل، محمد عبد العزيز، أن التصوير جرى في باحة الفرع المذكور، تحت إشراف وحضور قيادات وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى المشرفين الحاليين على الفرع. وأشار عبد العزيز إلى أن التسهيلات قُدمت في إطار محاكاة لتحرير المعتقلين من سجون النظام السابق، مؤكدًا أن اللجنة الوطنية للدراما قدمت تسهيلات رقابية ولوجستية غير مسبوقة خلال مرحلة التحضير ومنح أذون التصوير.
وعلى صفحته الرسمية عبر منصة "فيسبوك"، أوضح المخرج محمد عبد العزيز أنه أصدر توجيهات صارمة بعدم التصوير في أقبية الاعتقال، أو غرف التعذيب، أو أي أماكن تُعد شاهدًا على الإجرام والأرشيف. كما نوه إلى أن الصفحات الرسمية التابعة لوزارة الداخلية والإعلام واللجنة الوطنية، بالإضافة إلى الوسائل الإعلامية، كانت قد نبهت مسبقًا بموعد تصوير مشاهد تحرير المعتقلين.
وشددت اللجنة على أن مواقع الاحتجاز والتعذيب التي شهدت انتهاكات في عهد النظام السابق تُعتبر شواهد مادية بالغة الحساسية، وتخضع لمعايير قانونية دولية صارمة تهدف إلى حفظ الأدلة وصون الذاكرة الجمعية. وأكدت اللجنة التزامها التام بهذه المعايير، ورفضها القاطع لأي استخدام فني أو إعلامي لهذه المواقع خارج الأطر القانونية والحقوقية المعتمدة.
وأفادت اللجنة أن الجهة المشرفة على العمل الدرامي والعاملين في القطاع يلتزمون برؤية واضحة ترتكز على الحفاظ على المواقع ذات الطابع الجرمي أو التوثيقي، كونها جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية والأدلة التاريخية، مع الحرص على عدم توظيفها بأي شكل يسيء إلى حقيقتها أو رمزيتها.
ودعت اللجنة إلى ضرورة التحقق والتدقيق الشامل قبل نشر أو تداول أي معلومات تتعلق بهذه القضايا الحساسة، نظرًا لما يترتب عليها من آثار قانونية وحقوقية وإنسانية جسيمة. وأكدت أن المعلومات غير الدقيقة قد تلحق الضرر بالحق العام وبجهود التوثيق والمساءلة.
كما أكدت اللجنة، في بيانها، انفتاحها على التعاون الكامل مع الجهات الحقوقية والقانونية والمؤسسات الإعلامية المهنية الراغبة في التحقق من الوقائع، وذلك ضمن أطر قانونية واضحة وبأعلى درجات الشفافية. وشددت على أن العدالة الانتقالية وحفظ الذاكرة وصون الأدلة هي مسؤوليات جماعية لا تحتمل التسرع أو توجيه اتهامات غير مستندة إلى وقائع موثقة.
وأعربت اللجنة عن تقديرها العميق لمشاعر الحرص التي يبديها السوريون والسوريات تجاه حماية دلالات هذه المواقع واحترام رمزيتها، بوصفها جزءًا من ذاكرة أليمة وحقوق غير قابلة للتصرف، مؤكدة أن هذا الحرص يتوافق تمامًا مع النهج المعتمد في عملها.
في سياق متصل، طالب الخبير القانوني والمتخصص في مجال حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي، المعتصم الكيلاني، بضرورة إيقاف ما وصفه بـ"العبث بمسارح الجريمة". واعتبر الكيلاني أن مستوى الاستهتار والتشويه واللامسؤولية قد "بلغ حدًا لا يُحتمل".
وأوضح الكيلاني، عبر صفحته على منصة "فيسبوك"، أن أماكن الاعتقال والسجون والمقار العسكرية تُصنف كـ"مسارح جريمة" يجب الحفاظ عليها لاستقصاء الأدلة وتوثيقها، وليس تحويلها إلى مواقع للترفيه أو للإنتاج الفني والسينمائي.
وتساءل الكيلاني مستنكرًا: "عن أي شكل من أشكال العدالة الانتقالية نتحدث في هذا البلد؟"، مضيفًا: "حرام ما يحدث، والله حرام.. كرامة للضحايا وذويهم".
يندرج مسلسل "عيلة الملك" ضمن فئة الدراما الاجتماعية، حيث تتشابك أحداثه مع قصص الصراع على السلطة والمال والنفوذ. كما يتناول المسلسل قصة حب مستحيلة تجمع بين معتقلة سابقة وبطل شعبي يواجه شقيقه المتنفذ.
تدور أحداث المسلسل في زمن معاصر، وينطلق السرد من ظاهرة "الخاوات" التي كانت تفرضها بعض الجهات الأمنية السابقة على تجار دمشق. ويتطرق محور ثانٍ إلى واقع العشوائيات من الداخل، مستعرضًا التحديات والعقبات الاجتماعية التي تواجهها.
يضم مسلسل "عيلة الملك" نخبة من الفنانين السوريين البارزين، منهم: سلوم حداد، شكران مرتجى، نادين خوري، عبد الهادي الصباغ، لجين إسماعيل، جوان خضر، مديحة كنيفاتي، رنا ريشة، هدى الشعراوي، وتيم عزيز، بالإضافة إلى آخرين.
العمل من تأليف ورشة درامية تضم شادي كيوان، معن سقباني، وميادة إبراهيم، ويشرف على إخراجه محمد عبد العزيز.
ثقافة
ثقافة
سياسة دولي
سياسة دولي