حلب: مستشفى "الرازي" يرفع قدرته الاستيعابية 35% ويكشف عن موعد انتهاء أعمال التوسعة


تتواصل أعمال إعادة تأهيل أقسام العمليات والعناية المشددة، بالإضافة إلى بناء كتلة جديدة في مستشفى "الرازي" بمدينة حلب. تهدف هذه الأعمال إلى تعزيز قدرة المستشفى على استقبال المرضى وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.
تأتي جهود إعادة التأهيل والتوسعة استجابةً للضغط المستمر الذي يواجهه المستشفى، الناتج عن نقص الكوادر والمعدات، والحاجة المتزايدة للمدينة إلى خدمات طبية متطورة. وتشمل أعمال التأهيل تجهيز أقسام العمليات والعناية المشددة، إلى جانب تشييد كتلة جديدة مخصصة لتوفير مساحات إضافية للمرضى، مما يساهم في تخفيف الاكتظاظ في الأقسام الحرجة.
أوضح مدير مستشفى "الرازي"، الدكتور عبد القادر فرح، أن الجدول الزمني المتوقع لإنجاز هذا المشروع لا يتجاوز ثلاثة أشهر. وأكد فرح، في تصريح خاص إلى عنب بلدي، أن التوقعات تشير إلى زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى بنسبة تصل إلى 35% بمجرد الانتهاء من أعمال التوسعة.
وأشار فرح إلى أن هذه الزيادة ستسمح باستقبال عدد أكبر من المرضى وتحسين تدفق الخدمات الطبية في الأقسام الحرجة. وشدد على أن المشروع لا يهدف إلى إنشاء أقسام جديدة بالكامل، بل يركز على توسعة الأقسام القائمة لتعزيز أدائها والاستجابة للحالات المختلفة بكفاءة وسرعة أكبر.
وفيما يتعلق بجودة الخدمات، بيّن مدير المستشفى أن الهدف الأساسي من التوسعة هو إلغاء فكرة الانتظار بالدور لكل من مراجعات المرضى وعمليات الأقسام، لضمان استيعاب جميع المراجعين بشكل متكامل ودون تأخير. ويعكس هذا التوجه سعي المستشفى للحد من الاكتظاظ، خاصة في أقسام العناية المشددة والعمليات، حيث يشكل التأخير خطرًا مباشرًا على صحة المرضى.
ولضمان تشغيل الكتلة الجديدة بكفاءة عالية، أفاد الدكتور فرح بأن المشروع سيترافق مع زيادة في الكوادر الطبية والإدارية والخدمية، لضمان تقديم خدمات طبية متكاملة تراعي السرعة والجودة في الرعاية الصحية. وأشار إلى أن منظمة "ميرسي ماليزيا" هي الجهة الممولة للمشروع.
كان مستشفى "الرازي" قد شهد في شباط الماضي وضع حجر الأساس لمشروع إعادة بناء كتلة الإسعاف الجراحي والداخلية ضمن حرم المستشفى. واعتبرت مديرية الصحة حينها أن هذا المشروع يندرج ضمن محاولات تعزيز البنية التحتية للمرافق الطبية وتوفير رعاية صحية أفضل للمواطنين، لا سيما في ظل الضغط المتزايد على المستشفى، الذي يُعد أحد أبرز المراكز الطبية في المدينة.
وتعاني مستشفيات حلب بشكل عام من صعوبات في البنية التحتية الصحية بعد سنوات من الضغوط على القطاع الطبي. وكانت محافظة حلب قد أفادت في وقت سابق لـ عنب بلدي، بأنها أعادت تشغيل عشرة مستشفيات عامة، وأن هنالك 90 مركزًا صحيًا يعمل بالكامل في المحافظة، بالإضافة إلى 22 مركزًا يعمل بشكل جزئي، و28 مركزًا لا يزال قيد التأهيل.
وشملت أعمال الصيانة في المستشفيات تأهيل أجهزة الرنين والطبقي المحوري في مستشفى "الرازي"، وتزويد مستشفى "الكلية الجراحي" بـ32 جهاز غسل كلية، فضلًا عن إعادة تأهيل مركز نقل الدم في المدينة.
تُعرّف منظمة "ميرسي ماليزيا" (Mercy Malaysia) نفسها على أنها منظمة دولية غير ربحية متخصصة في تقديم الإغاثة الطبية وتعزيز التنمية الصحية المستدامة. وتنفذ المنظمة أنشطة للحد من المخاطر ودعم المجتمعات الأكثر ضعفًا في أوقات الأزمات وخارجها. تأسست المنظمة عام 1999 استجابة للنزاع في كوسوفو، ومنذ ذلك الحين وسّعت نطاق عملها لتلبية الاحتياجات الصحية والإنسانية في ماليزيا ومناطق متعددة حول العالم.
تلتزم "ميرسي ماليزيا" بمبادئ العمل الإنساني، بما في ذلك الإنسانية والحياد والاستقلالية والنزاهة، وتركز على حماية حياة الأفراد المتضررين من النزاعات والكوارث. وتعتمد المنظمة نهجًا تكامليًا يربط بين الاستجابة الإنسانية الطارئة والتنمية الصحية طويلة الأمد، وتتعاون مع المجتمعات المحلية والجهات المعنية لتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود وتحقيق نتائج مستدامة.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي