رحيل الشاعر والسياسي السوري حسن النيفي: مسيرة نضال أدبي وسياسي ضد نظام الأسد


هذا الخبر بعنوان "الشاعر والسياسي السوري حسن النيفي يودع الحياة بعد مسيرة حافلة" نشر أولاً على موقع halabtodaytv وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
ودّعت سوريا اليوم الخميس، الشاعر والكاتب والسياسي البارز حسن النيفي، الذي توفي عن عمر ناهز 62 عامًا بعد صراع مع المرض. يمثل رحيل النيفي نهاية لمسيرة حياة حافلة بالعمل السياسي والأدبي، حيث برز كمعارض شرس لنظام الأسد، وعانى خلالها القمع والسجن والتهجير.
وُلد النيفي عام 1963 في مدينة منبج بمحافظة حلب شمال سوريا. جمعت سيرته بين مسارين متلازمين: مسار أدبي إبداعي كشاعر له إسهامات نقدية، ومسار سياسي تخللته سنوات طويلة في السجون، وامتد بعدها إلى العمل ضمن مؤسسات المعارضة السورية. تُشكّل تجربته نموذجًا لأحد أبناء جيل الستينيات الذين تشكّل وعيهم في مرحلة حرجة من تاريخ سوريا.
نشأ الشاعر في أسرة ريفية بسيطة بمدينة منبج، التي وصفها بأنها تجمع بين الطابع البدوي والحضري. درس النيفي المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس منبج، ثم انتقل إلى مدينة حلب للدراسة في جامعتها. حصل على إجازة في الأدب العربي من كلية الآداب، قسم اللغة العربية، عام 2003، حيث أتم دراسته الجامعية بعد خروجه من السجن.
يُعد النيفي أحد الشعراء البارزين لمدينته، ويتميز شعره بالانتماء إلى القصيدة العمودية التقليدية، مع احتفاظه بأصالة التراث الشعري العربي وقدرته على شحن قصائده بمشاعره وهواجسه. من أعماله الشعرية المطبوعة: ديوان “هواجس وأشواق”، وديوان “رماد السنين”، وديوان “مرافئ الروح”، وغيرها. كما حاز جوائز ونشاطات أدبية، منها الجائزة الثانية في مسابقة الشاعر عمر أبو ريشة في محافظة إدلب عام 2003. نشر نتاجه الأدبي في العديد من المجلات والصحف السورية، وكتب دراسات نقدية أدبية وفكرية.
انخرط النيفي في النشاط السياسي خلال المرحلة الجامعية، متأثرًا بالأجواء السياسية الساخنة في سوريا خلال ثمانينيات القرن الماضي. في عام 1986، وهو في سنته الجامعية الرابعة، اعتُقل من قبل فرع الأمن السياسي في حلب، واستمر اعتقاله لمدة خمس عشرة عامًا حتى عام 2001.
بدأت رحلة اعتقاله في فرع الأمن السياسي في حلب، حيث تعرض للتعذيب، ثم نُقل بعدها إلى سجن حلب المركزي، وقضى فيه خمس سنوات. في عام 1991، رفض التوقيع على وثيقة أمنية تفرض شروطًا مثل الإعلان عن التوقف عن نشاطه السياسي والندم، فلم يُفرج عنه ونُقل إلى سجن عدرا في ريف دمشق. وبعد رفضه مجددًا التوقيع على وثيقة مماثلة عام 1995، نُقل إلى سجن تدمر العسكري، الذي وصفه بأنه المكان الأكثر قسوة وتعذيبًا، وقضى فيه ست سنوات. أخيرًا، نُقل إلى سجن صيدنايا حيث قضى الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل إطلاق سراحه في عام 2001.
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، انخرط النيفي بفاعلية في العمل الثوري ضد نظام الأسد. شارك في تأسيس “المجلس المحلي” في مدينة منبج، وكان عضوًا في المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب الحرة ورئيسًا لمكتبه السياسي خلال فترتي 2013-2014.
في عام 2015، شارك في تأسيس “حزب النداء الوطني الديمقراطي” واختير رئيسًا لمكتبه السياسي. كما شارك أيضًا في تأسيس “التجمع الديمقراطي السوري” عام 2016، وهو تحالف لأحزاب ذات توجه ديمقراطي. برز النيفي أيضًا كمحلل سياسي، حيث شارك بشكل متكرر في العديد من الحوارات على قناة حلب اليوم، وفي نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية، وفي غيرها من القنوات السورية. كما برز ككاتب صحفي نشر مقالاته في العديد من المواقع بما فيها موقع حلب اليوم. استمر نشاطه السياسي بعد تحرير البلاد من النظام البائد، حيث بقي عضوًا في اللجنة الإدارية في الهيئة الوطنية السورية، وتابع عمله الصحفي والإعلامي حتى وفاته.
اقتصاد
سياسة
سياسة
صحة