حملة "حلب ست الكل" تتجاوز 150 مليون دولار في يومها الأول لدعم إعادة الإعمار بحلب


هذا الخبر بعنوان "“حلب ست الكل” تجمع أكثر من 150 مليون دولار في يومها الأول" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أفاد مراسل منصة سوريا 24 في حلب بأن حملة "حلب ست الكل" سجلت في يومها الأول حصيلة تبرعات فاقت 150 مليون دولار أمريكي، لتصبح بذلك إحدى أضخم الحملات المجتمعية الهادفة إلى دعم جهود إعادة الإعمار في سوريا. وقد أوضح المراسل أن الحملة، التي بدأت فعالياتها مساء يوم الخميس، من المقرر أن تستمر في جمع التبرعات واستكمال أنشطتها خلال يوم الجمعة.
ووفقًا لمراسل سوريا 24، شهدت الحملة تبرعات مميزة وملفتة، كان من أبرزها تبرع رجل الأعمال السوري عبد القادر سنكري بمبلغ 5 ملايين دولار. كما تعهد سفير أبخازيا بتمويل 50 عملية جراحة عينية، بقيمة إجمالية تصل إلى 500 ألف دولار أمريكي، لدعم الحملة. وفي لفتة أخرى، أعلن المتبرع محمد الحمد عن تقديمه كيلوغرامًا واحدًا من الذهب عيار 24 لدعم أهداف هذه المبادرة.
انطلقت فعاليات حملة "حلب ست الكل" رسميًا في مجمع الشهباء بمدينة حلب، وشهدت حضورًا رسميًا وشعبيًا واسعًا. كان من بين الحاضرين عدد من المسؤولين الحكوميين، يتقدمهم وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ووزير الإعلام حمزة المصطفى، ومفتي حلب إبراهيم شاشو، بالإضافة إلى شخصيات اقتصادية واجتماعية وأهلية بارزة. وفي غضون دقائق قليلة من بدء الحملة، تخطى حجم التبرعات 13 مليون دولار، ثم تسارعت وتيرة جمع الأموال بشكل ملحوظ خلال ساعات المساء، حيث تجاوز إجمالي التبرعات 100 مليون دولار بحلول الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي، حسب ما أفاد مراسلنا.
وفي كلمته الافتتاحية للحملة، صرح محافظ حلب عزام الغريب بأن المدينة تبدأ اليوم مرحلة جديدة تتمثل في التعافي وإعادة البناء، مشددًا على أن الإنجازات المحققة أعادت لحلب وأهلها مكانتهم وكرامتهم بعد سنوات طويلة من المعاناة. وأوضح الغريب أن حجم الدمار الذي لحق بحلب كان غير مسبوق، حيث تضرر أكثر من 35 ألف مبنى بدرجات متفاوتة، من بينها آلاف المباني التي دُمرت كليًا. كما تضرر نحو ثلث المخزون السكني بالكامل أو جزئيًا، وهي النسبة الأعلى مقارنة بالمدن السورية الأخرى.
وأشار محافظ حلب إلى المكانة التاريخية للمدينة، مؤكدًا أنها من أقدم المدن المأهولة في التاريخ، والأغنى بالآثار بين المدن السورية. كما وصفها بأنها مدينة علم وفكر أنجبت كبار العلماء والمؤرخين، وكانت على مر العصور مركزًا صناعيًا وحضاريًا بارزًا.
وبين الغريب أن حلب كانت من أكثر المدن التي تعرضت للاستهداف خلال سنوات الحرب، حيث سقط على أحيائها أكثر من ثلث البراميل المتفجرة التي استُخدمت ضد السوريين. هذا الدمار أدى إلى خروج مئات المدارس عن الخدمة، وتضرر مستشفيات رئيسية، وحرمان عشرات الآلاف من الطلاب من حقهم في التعليم، بالإضافة إلى موجات نزوح واسعة النطاق. وأكد أن حملة "حلب ست الكل" هي دعوة مفتوحة لكل من ينتمي إلى حلب أو يحمل لها محبة، سواء كانوا رجال أعمال أو مغتربين أو مؤسسات ومنظمات، ليصبحوا شركاء فاعلين في إعادة الحياة إلى المدينة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني على أن التحولات والإنجازات التي تشهدها سوريا خلال عام واحد تعكس إرادة الشعب السوري. وأكد أن حلب كانت وستظل الركيزة الأهم في الاقتصاد السوري والعاصمة الاقتصادية للبلاد.
وأضاف الشيباني أن المشاركة في الحملة تتجاوز مجرد التبرع، بل هي تعبير عن الاحترام والتقدير لمدينة صمدت وكانت الداعم الحقيقي للسوريين. وأعرب عن أمله في أن تحقق حملة "حلب ست الكل" نجاحًا يضاهي ما جمعته الحملات المماثلة في المحافظات السورية الأخرى. كما أشار إلى أن تحرير حلب مثل دفعة معنوية هائلة، ساهمت في استكمال مسار التحرير وصولًا إلى دمشق، مؤكدًا أن العودة إلى حلب اليوم، بعد عام من تحريرها، تحمل معاني الفرح والعطاء والتكافل.
تجدر الإشارة إلى أن عدة محافظات سورية شهدت حملات مشابهة خلال الفترة الماضية، حيث جمعت حملة حمص 13 مليون دولار، ودير الزور 30 مليون دولار، ودرعا 44 مليون دولار، وريف دمشق 73 مليون دولار. وقد تصدرت إدلب قائمة هذه الحملات بجمعها أكثر من 208 ملايين دولار.
يتطلع أهالي حلب إلى أن تسهم حملة "حلب ست الكل" في الارتقاء بالواقع الخدمي والمجتمعي، وإعادة الحيوية إلى الأحياء المتضررة، وتعميق روح المشاركة والتكافل، بما يتماشى مع مرحلة التعافي وإعادة الإعمار التي تشهدها المحافظة. وتعد هذه الحملة استكمالًا لمبادرات سابقة أطلقتها محافظة حلب، من أبرزها حملة "لعيونك يا حلب"، وذلك ضمن مساعٍ حثيثة للنهوض بالمدينة ومعالجة الآثار المدمرة التي خلفتها سنوات الحرب.
اقتصاد
سياسة
سياسة
سياسة