مربو الأغنام في الرقة يواجهون أزمة ثلاثية: غلاء الأعلاف والأوبئة وشبح الجفاف يهدد المهنة بالاندثار


هذا الخبر بعنوان "الرقة: مربو الأغنام بين الغلاء والأوبئة وخطر اندثار المهنة" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تتفاقم أزمة تربية الأغنام في مدينة الرقة وريفها، حيث يواجه هذا القطاع الحيوي تحديات اقتصادية وصحية معقدة تهدد استمراريته. تعد هذه المهنة مصدراً رئيسياً لرزق آلاف العائلات، وركيزة أساسية في توفير اللحوم والألبان للأسواق المحلية وفي مدن سورية أخرى. وقد أدت عوامل متعددة إلى تفاقم الأوضاع، أبرزها الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، وتراجع أسعار المواشي، بالإضافة إلى تفشي مرض الحمى القلاعية ونقص الأمطار هذا العام.
وفقاً لما رصدته سوريا 24، وصلت أسعار الأعلاف إلى مستويات غير مسبوقة؛ حيث بلغ سعر طن التبن حوالي 300 دولار، بينما وصل سعر طن الشعير إلى نحو 450 دولاراً. في المقابل، لا يتجاوز سعر أفضل أنواع الأغنام 200 دولار، مما يجعل كلفة التربية أعلى بكثير من العائد المادي، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها المنطقة.
وفي شهادة لمراسل سوريا 24، أوضح حسن المحمد، وهو مربي أغنام من قرية كديران بريف الرقة الغربي، أن الارتفاع الحاد في أسعار الأعلاف جعل من الاستمرار في تربية الأغنام أمراً بالغ الصعوبة. وأشار إلى أن العائد من بيع رأس غنم واحد لم يعد يغطي سوى جزء بسيط من تكاليف العلف. وأضاف المحمد أن تفشي مرض الحمى القلاعية تسبب في نفوق أكثر من نصف قطيعه، لافتاً إلى أن أسعار اللقاحات المتوفرة مرتفعة ولا تتناسب مع القدرة المالية للمربين.
من جانبه، صرح عبد الله العليوي، مربي أغنام من قرية خنيز، لـ سوريا 24، بأن تراجع حركة التنقل بين الرقة وبقية المدن السورية أثر بشكل مباشر على سلاسل التوريد، سواء في تأمين الأعلاف أو تسويق المواشي. كما أشار إلى أن المخاوف من موسم جفاف جديد دفعت العديد من المواطنين إلى التردد في شراء الأغنام، مما أدى إلى ركود في الأسواق وتكبد المربين خسائر إضافية.
بدوره، أكد سامر اليوسف، أحد مربي الأغنام في الرقة، في حديثه لـ سوريا 24، أن قلة الأمطار هذا العام كان لها تأثير سلبي واضح على المراعي الطبيعية التي يعتمد عليها المربون في تغذية مواشيهم. وبيّن أن هذا التراجع أجبرهم على الاعتماد بشكل شبه كامل على الأعلاف الصناعية، رغم ارتفاع تكلفتها، ما زاد من الأعباء الاقتصادية الملقاة على عاتقهم.
وفي السياق الصحي، أفاد الدكتور سامي، طبيب بيطري في الرقة، لـ سوريا 24، بأن مرض الحمى القلاعية انتشر بشكل ملحوظ نتيجة ضعف الإجراءات الوقائية وقلة الإمكانات المتاحة. وأوضح أن الجهات البيطرية تحاول تقديم اللقاحات بالقدر الممكن، إلا أن ارتفاع تكلفتها يشكل عائقاً حقيقياً أمام عدد كبير من المربين، مؤكداً الحاجة إلى دعم رسمي ومنظمات إنسانية لتوفير اللقاحات بأسعار مدعومة والحد من انتشار المرض.
وفي ظل هذه التحديات، يطالب مربو الأغنام، عبر سوريا 24، السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لدعم هذا القطاع. وتتركز مطالبهم على تخفيض أسعار الأعلاف، وتأمين اللقاحات بأسعار مناسبة، وتحسين ظروف النقل بين المدن، بما يسهم في إنعاش حركة التجارة وتقليل الخسائر. ويعرب المربون عن أملهم في تحسن الأوضاع خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن الحفاظ على تربية الأغنام في الرقة لا يقتصر على حماية مصدر دخلهم فحسب، بل يسهم أيضاً في الحفاظ على الأمن الغذائي واستقرار الاقتصاد المحلي في المنطقة.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي