وزارة الطوارئ تؤكد أولوية السلامة في البناء وإعادة الإعمار خلال مشاركتها بمعرض «بيلدكس» بدمشق

اختتمت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث مشاركتها الفاعلة في معرض «بيلدكس» الدولي، المتخصص في قطاعات البناء والبنى التحتية وأنظمة الأمن والسلامة، والذي أسدل الستار على فعالياته في 19 كانون الأول بمدينة المعارض في دمشق. أكدت الوزارة خلال مشاركتها التزامها الراسخ بمبدأ «السلامة أولاً»، مشددة على أن السلامة المهنية والحماية المدنية تشكلان ركيزة أساسية في جميع مشاريع البناء وإعادة الإعمار.

وفي تصريح خاص لـ«سوريا 24»، أفاد المهندس مولود إسماعيل، رئيس قسم الهندسة والتراخيص بإدارة السلامة والحماية المدنية في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، أن الهدف من مشاركة الوزارة تمثل في ترسيخ ثقافة الأمن والسلامة لدى الشركات العاملة في قطاع البناء. كما تهدف المشاركة إلى تعزيز التقيد بالإجراءات الوقائية الضرورية لحماية العمال والمنشآت والمواطنين على حد سواء.

وأوضح المهندس إسماعيل أن الوزارة تضطلع بمهام إزالة آثار الكوارث ومخلفات الحرب ضمن نطاق صلاحياتها، وذلك من خلال برامج متخصصة للمسح وإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة. واعتبر أن تأمين المواقع وتطهيرها يمثلان الخطوة الجوهرية لأي عملية إعادة إعمار تتسم بالنجاح.

وفي سياق متصل، كشف إسماعيل عن إطلاق مشروع لإزالة وتدوير الأنقاض في مدينتي داريا ودوما، بكمية تقدر بنحو 75 ألف متر مكعب. يأتي هذا المشروع ضمن منحة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويهدف إلى الاستفادة من جزء كبير من هذه الأنقاض في إنتاج مواد إنشائية حيوية كالبلوك والإنترلوك والأرصفة، مما يحقق جدوى اقتصادية ملموسة ويقلل من الأثر البيئي.

وأكد المهندس إسماعيل أن جهود الوزارة تتوازى مع مساعيها للحفاظ على السردية التاريخية، وذلك عبر توثيق الأحداث التي جرت وإبراز صمود المجتمع السوري وقدرته على تجاوز الدمار وبناء مرحلة جديدة، بعيداً عن ترسيخ صور الخراب في الذاكرة الجماعية.

وكشف أيضاً عن تنسيق مستمر مع الجهات المعنية بهدف إصدار تشريعات جديدة تُلزم بتطبيق صارم لإجراءات الأمن والسلامة. ويشمل ذلك إعداد كود وطني للسلامة والوقاية من الحريق، بالإضافة إلى الأكواد المعتمدة لمقاومة الزلازل. كما توجد خطة مستقبلية لإنشاء أكاديمية متخصصة تُعنى بتأهيل الكوادر اللازمة للتفتيش والرقابة في مجال السلامة.

وتجسد مشاركة وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في معرض «بيلدكس» التزامها بدعم إيجاد بيئة عمرانية آمنة ومستدامة، وتأكيدها على وضع سلامة الإنسان في مقدمة أولويات مرحلة التعافي وإعادة الإعمار في سوريا.

يُذكر أن المعرض، الذي امتد لعدة أيام، استقطب مشاركة واسعة من أكثر من 400 شركة محلية ودولية تمثل نحو 30 دولة. وقد عرضت هذه الشركات أحدث التقنيات والحلول في مجالات متنوعة تشمل مواد البناء، الطاقة والكهرباء، التجهيزات الهندسية، أنظمة التدفئة والتكييف، بالإضافة إلى حلول الأمن والسلامة، وذلك لتلبية احتياجات السوق السورية ومتطلبات مرحلة التعافي.