بندقية "حجي مارع" الأيقونية تثير الذاكرة الثورية في حملة حلب: من هو عبد القادر الصالح؟


هذا الخبر بعنوان "ثائر ومقاتل.. من "حجي مارع" الذي بيعت بندقيته في حملة حلب؟" نشر أولاً على موقع zamanalwsl وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في لقطة لافتة ضمن حملة "حلب ست الكل" التي انطلقت شمالي سوريا، عُرضت بندقية القيادي الثوري عبد القادر الصالح، المعروف بـ"حجي مارع"، في مزاد علني قبل أن تُشترى بمبلغ 5 ملايين دولار أمريكي لصالح الحملة. هذه الحملة، التي بدأت يوم الخميس بمشاركة شعبية ورسمية واسعة، من المقرر أن تستمر لثلاثة أيام.
وأعلنت محافظة حلب يوم السبت عبر منصة تلغرام أن قيمة التبرعات قد بلغت 271 مليون دولار حتى صباح ذلك اليوم، مؤكدة "استمرار العطاء". وفي اليوم الأول للحملة، تجاوزت قيمة التبرعات 150 مليون دولار، وفقًا لما نشره الموقع الإلكتروني للحملة.
يعرف السوريون عبد القادر الصالح بلقب "حجي مارع" نسبة إلى مدينة مارع بريف حلب، مسقط رأسه. كان الصالح قياديًا بارزًا ضمن الفصائل السورية التي قاتلت نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ولد الصالح عام 1979، وهو متزوج ولديه خمسة أطفال. انضم مبكرًا إلى المظاهرات المناهضة لنظام الأسد، ثم ساهم في تأسيس "لواء التوحيد" الذي كان يتبع حينها للجيش السوري الحر. خاض الصالح العديد من المعارك ضد قوات الأسد، قبل أن يُقتل بقصف جوي للنظام المخلوع استهدف مدرسة المشاة بحلب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. وقد جعله هذا الحدث أحد أهم أيقونات الثورة السورية، كونه من أوائل من حملوا السلاح ضد النظام.
قبل انطلاق الثورة السورية، كان الصالح تاجرًا. واشتهر عنه بيع الكثير من أملاكه الخاصة لشراء السلاح لمواجهة النظام المخلوع وقواته التي قصفت المدنيين منذ بداية الحراك الشعبي.
خاض "لواء التوحيد"، الذي أسهم الصالح في تأسيسه، أولى معاركه تحت اسم "الفرقان" بهدف السيطرة على حلب. دخل اللواء المدينة عبر الأحياء الشمالية الشرقية في يوليو/ تموز 2012، وسرعان ما أصبح أحد أكبر التشكيلات العسكرية للجيش الحر في المحافظة. كما شارك اللواء، بمشاركة الصالح، في السيطرة على مراكز أمنية حيوية مثل النيرب والشعار وهنانو والصالحين، بالإضافة إلى مقر الجيش الشعبي وثكنة هنانو ومضافة آل بري ومدرسة المشاة بحلب. واستطاعت قواته السيطرة على نحو 70 بالمئة من المدينة في غضون أيام قليلة.
حظيت هذه السيطرة بإشادة شعبية واسعة في ذلك الوقت، نظرًا لحجم الإنجاز الذي تحقق في فترة كان فيها النظام المخلوع يمسك بمفاصل البلاد ويمتلك قدرات عسكرية ضخمة. لم تقتصر معارك الصالح على حلب فحسب، بل شارك أيضًا إلى جانب مئات المقاتلين في معارك القصير بريف حمص (وسط سوريا)، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام المخلوع بمساعدة مقاتلي "حزب الله" في يونيو/ حزيران 2013.
لم يقتصر نشاط الصالح على قتال نظام الأسد، بل عُرف بمواقفه الحازمة ضد الانتهاكات بحق المدنيين، بغض النظر عن مصدرها. ولم يتردد في معاقبة قادة كتائب ارتكبوا مخالفات. كما عُرف بحرصه الشديد على وحدة الفصائل السورية، وقربه من المدنيين وتفقده الدائم لأحوالهم، وكان يشجعهم على الإبلاغ عن أي تجاوزات يتعرضون لها من المقاتلين، مما عزز مكانته وشعبيته بين الناس.
نتيجة لارتفاع شعبيته في الشمال السوري، خصص نظام الأسد مكافأة نقدية قدرها 200 ألف دولار لمن يسلمه أو يقتله، وتعرض الصالح لعدة محاولات اغتيال فاشلة.
انتهت مسيرة الصالح بقصف للنظام المخلوع على مدرسة المشاة بحلب، مما أدى إلى نقله إلى أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب التركية، حيث أُعلن عن وفاته متأثرًا بجروحه. ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه ببلدة مارع، في قبر كان قد حفره بنفسه وأوصى بدفنه فيه عند وفاته.
أثار عرض بندقيته في حملة حلب ذاكرة السوريين من جديد، مستذكرين رجلًا وقف إلى جانب ثورتهم منذ لحظاتها الأولى، لكنه رحل مبكرًا تاركًا وراءه إرثًا من القتال والاهتمام بأحوال المدنيين. تجدر الإشارة إلى أنه في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، دخل الثوار السوريون العاصمة دمشق معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي ورث الحكم عن والده حافظ الأسد.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة