مسلسل "سلمى": قصة صمود امرأة في وجه قسوة الحياة وتحديات المجتمع


هذا الخبر بعنوان "“سلمى”.. المرأة وصراع المجتمع بقالب الدراما المعرّبة" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أنهت مجموعة mbc عرض المسلسل المعرّب "سلمى"، الذي بدأ عرضه في آب الماضي، ليُشكّل واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية العربية لهذا العام. يُعدّ "سلمى" النسخة العربية من المسلسل التركي "امرأة"، وقد أُنتج ضمن موسم درامي طويل امتد على مدار 90 حلقة متسلسلة.
تدور أحداث المسلسل حول شخصية "سلمى"، التي تجسد دورها الفنانة مرام علي، وهي أم شابة يتغير مصيرها فجأة بعد اختفاء زوجها "جلال"، الذي يؤدي دوره الفنان نيقولا معوض، في ظروف غامضة. هذا الاختفاء يدفعها لتحمل عبء الحياة والمسؤولية كاملةً عوضًا عنه. تجد "سلمى" نفسها مجبرة على العودة إلى الحي الشعبي الذي نشأت فيه برفقة طفليها، حيث تصطدم بتحديات اجتماعية ونفسية جمة، وتواجه صراعات مع أفراد أسرتها، من بينهم والدتها "هويدا" وشقيقتها غير الشقيقة "ميرنا". تتكشف في الأثناء خيوط خفية تربط الماضي بالحاضر، وتثير تساؤلات حول غياب "جلال" وأسراره وظروفه.
مع تقدم الحلقات، تدخل "سلمى" في دوامة العمل الهش، متنقلة بين وظائف مؤقتة لا توفر لها الأمان، لكنها تُبقيها قادرة على إعالة طفليها. هنا، لا تُعد الأمومة مجرد خلفية عاطفية، بل هي المحرك الأساسي للسرد، إذ تُقدَّم العلاقة بينها وبين طفليها كخط الدفاع الأخير أمام الانهيار. تُبرز هذه الحبكة الدرامية صمود امرأة تواجه قسوة الواقع، وتسلط الضوء على موضوعات مثل الأمومة، وصمود النساء في مواجهة الأزمات، وأثر الفقدان على العلاقات الأسرية.
منذ انطلاقه، حافظ المسلسل على وتيرة تصاعد الأحداث، حيث تُظهر الحلقات الأولى انهيار حياة "سلمى" بعد رحيل زوجها، ثم تتوالى المفاجآت مع ظهور تفاصيل جديدة عن علاقات عائلية معقدة، وصراعات نفسية وتحديات مادية تواجهها البطلة في سبيل تأمين حياة كريمة لأطفالها. من بين عناصر الجذب الدرامي، طُرحت موضوعات إنسانية حساسة ومسائل اجتماعية معاصرة، ما ساعد العمل على تحقيق حضور قوي في نقاشات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي. لا تقوم حكاية "سلمى" على حدث واحد صادم، بقدر ما تُبنى تدريجيًا على مسار طويل من الفقد والصمود والتحولات النفسية والاجتماعية، إذ تتقدم القصة من مأساة شخصية إلى سردية أوسع عن امرأة تُجبر على إعادة اختراع حياتها في مواجهة واقع قاسٍ.
اختتمت السلسلة حلقاتها الـ90 وسط تفاعل واسع من المشاهدين، عبّر بعضهم عن استيائهم من وتيرة النهاية، معتبرين أنها جاءت متسارعة أو غير متوقعة مقارنة بتطورات الأحداث خلال المسلسل. أشار بعض المتابعين عبر منصات النقاش إلى أن تطور العلاقات بين الشخصيات، خصوصًا بين "سلمى" وشخصية ثانوية مثل "عادل"، لم ينل المساحة الدرامية الكافية قبل نهاية العمل، مما أثار نقاشات حول مدى تلبية النهاية لتوقعات الجمهور. اعتبر نقاد الفن أن نجاح "سلمى" لم يقتصر على نسب المشاهدة فحسب، بل ارتبط بما أثاره حول تمثيل المرأة في الدراما العربية، وقدرتها على مواجهة تحديات الحياة المعاصرة بصمود، ما جعله عملًا تتداوله العائلات العربية كجزء من الموسم الدرامي لهذا العام.
شارك في بطولة المسلسل نخبة من فناني الدراما العربية من لبنان وسوريا، إلى جانب مرام علي ونيقولا معوض، ومن بينهم: ستيفاني عطا الله، تقلا شمعون، طوني عيسى، نيكولا دانيال، سعد مينه، رنا كرم، نانسي خوري، نتاشا شوفاني، ووسام صباغ.
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة