ألمانيا تواجه تحدي المسيرات المشبوهة: رصد ألف تحليق وتطوير دفاعات ومسيرات قتالية للجيش

كشف رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، هولغر مونش، عن تسجيل أكثر من ألف تحليق مشبوه لمسيرات في البلاد منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه. وأوضح مونش، في تصريحات لصحيفة “بيلد” نُشرت يوم الأحد، أن الوكالة تعمل على إعداد تقييم شامل لهذه الحالات المشتبه بها على مستوى البلاد، بالاعتماد على البيانات المتاحة وبالتنسيق مع القوات المسلحة. وأشار إلى أن هذه الحوادث استهدفت في الغالب منشآت عسكرية ومطارات، بالإضافة إلى بنى تحتية حيوية أخرى مثل شركات الدفاع ومرافق الموانئ. ورداً على استفسار حول إمكانية نَسْب هذه التحليقات لجهات روسية، أكد مونش صعوبة تحديد ذلك بيقين تام، نظراً للتحديات في تحديد هوية مشغلي المسيرات واستجوابهم.

وفي إطار تعزيز قدراتها الدفاعية، افتتحت ألمانيا يوم الأربعاء مركزاً مشتركاً للدفاع ضد المسيرات في برلين، ومن المقرر أن يبدأ عملياته في يناير/كانون الثاني 2026 بهدف رصد وتحييد المسيرات غير المصرح بها بشكل أفضل. كما تم في وقت سابق من هذا الشهر تكليف وحدة دفاع ضد الطائرات بدون طيار تابعة للشرطة الاتحادية الألمانية، ومن المتوقع أن تضم حوالي 130 ضابطاً متخصصاً. ستُنشَر هذه الوحدة في المطارات والعاصمة ومواقع حساسة أخرى في جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن تستخدم أنظمة تشويش مدعومة بالذكاء الاصطناعي وطائرات اعتراضية آلية.

على صعيد آخر، أعلنت شركتا “تي دي دبليو” و”ستارك ديفينس” للصناعات الدفاعية عن نجاح اختبار رؤوس حربية لطائرة مسيرة انتحارية من طراز “فيرتوس” في ميدان تفجير بولاية بافاريا الألمانية. ويُمهد هذا الإنجاز الطريق لتوفير آلاف الأنظمة المزودة برؤوس حربية وآليات تفجير بحلول عام 2027، وفقاً لما أفادت به الشركتان.

وتخضع هذه الطائرة المسيرة، المصنفة ضمن ما يُعرف بـ”الذخائر المتسكعة”، لاختبارات مكثفة من قبل الجيش الألماني، الذي يخطط لإدخال هذه الأنظمة إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن خلال العام المقبل 2026. ومن بين الشركات المنافسة على هذا المشروع “هيلسينغ” و”راينميتال”. وتتميز هذه الطائرات بقدرتها على التحليق فوق مناطق محددة لفترة طويلة قبل تلقي أوامر الهجوم عبر رابط بيانات.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أكد أندرياس زايتس، المدير التنفيذي لشركة “تي دي دبليو”، أن الشركة تستعد لإنتاج وتوريد كميات كبيرة من هذه الرؤوس الحربية القياسية، قد تصل إلى عشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف من الوحدات. وتُعد “تي دي دبليو” جزءاً من مجموعة “إم دي بي إيه” المتخصصة في الدفاع الجوي والصواريخ الموجهة وتقنيات الليزر.