تصعيد أمني خطير في حلب: قتلى وجرحى مدنيون باشتباكات بين القوات الحكومية و"قسد" وإغلاق طرق رئيسية


هذا الخبر بعنوان "حلب: قتلى و جرحى مدنيون باشتباكات بين القوات الحكومية و”قسد”" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهدت مدينة حلب تصعيداً أمنياً خطيراً عصر اليوم، تمثل في اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وقد أدت هذه الاشتباكات إلى مقتل سيدة وابنها، وإصابة طفلة وسبعة مدنيين آخرين، بالإضافة إلى إصابة عنصرين من الدفاع المدني. ترافقت المواجهات مع قصف استهدف أحياء سكنية، وإغلاق طرق رئيسية، ونزوح عدد من الأهالي من مناطق التوتر.
تركزت الاشتباكات بشكل خاص في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وامتدت لتشمل مناطق الشيحان ودوار الليرمون. وقد دفعت هذه التطورات السلطات إلى إغلاق طرق رئيسية ودعوة الأهالي لتجنب الاقتراب من مناطق الاشتباكات حفاظاً على سلامتهم.
وبحسب مراسل سوريا 24، بدأت التوترات قرابة الساعة الثالثة عصرًا في محيط منطقة الشيحان ودوار الليرمون، حيث سُجل إطلاق نار متقطع. تصاعد المشهد بشكل ملحوظ عند الساعة الرابعة والنصف بعد استهداف سيارة تابعة للدفاع المدني بالقرب من دوار الشيحان.
أفاد المراسل أن استهداف سيارة الدفاع المدني أسفر عن إصابة عنصرين من فرق الدفاع المدني، فضلاً عن إصابة عدد من المدنيين، الذين جرى نقلهم على الفور إلى المشافي القريبة لتلقي العلاج اللازم. وعلى إثر ذلك، قامت قوى الأمن الداخلي بإغلاق الطريق الواصل بين دوار الشيحان ودوار الليرمون، وكذلك طريق غازي عنتاب – حلب من جهة الدوارين، كإجراء احترازي لمنع تدهور الأوضاع الأمنية.
من بين المصابين، روت الطفلة سارة دباس، البالغة من العمر 15 عامًا، لمراسل سوريا 24 تفاصيل إصابتها. أوضحت سارة أنها كانت في طريقها إلى منزل خالتها في حي الخالدية بعد انتهاء دوامها المدرسي، وقالت: "بعدما هدأت الاشتباكات، أُعطيت إشارة بالمرور، إلا أنني أصبت بطلقة نارية في قدمي أثناء مروري من محيط دوار الشيحان".
وفي سياق متصل، أعربت أم جودي، إحدى سكان حي الأشرفية، لموقع سوريا 24 عن قلقها الشديد. ذكرت أنها توجهت إلى مشفى الرازي لإجراء معاينة طبية، لكنها لم تتمكن من العودة إلى منزلها الكائن قرب الدوار الثاني في الحي بسبب الأوضاع الأمنية وإغلاق الطرق. وأضافت أن انقطاع الطرق منعها من الوصول إلى أطفالها، مما أدخلها في حالة قلق بالغ، ودعت الجهات المعنية إلى إيجاد حل مستدام يضمن سلامة المدنيين ويسهل حركتهم خلال فترات التوتر.
من جانبه، أكد عمار عبد الرحمن، مدير مركز الدفاع المدني في حلب، أن فرق الدفاع المدني تعرضت للاستهداف أثناء محاولتها إسعاف مصابة بطلق ناري قرب دوار الشيحان. وأوضح عبد الرحمن أن "فرقنا استهدفت بقذائف مصدرها مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ما أدى إلى إصابة عنصرين من الدفاع المدني أثناء أداء مهامهم الإنسانية".
وفيما يتعلق بطبيعة الإصابات، صرحت الطبيبة المقيمة في مشفى الرازي، آية الأيوبي، لمراسل سوريا 24 بأن المشفى استقبل سبع إصابات نتيجة للأحداث الأخيرة. وتنوعت الإصابات بين شظايا وطلقات نارية، وتراوحت أعمار المصابين بين 15 و40 عامًا. وأشارت الطبيبة إلى وجود إصابات بطلق ناري في الرقبة وآخر في اليد، بالإضافة إلى إصابات في مناطق متفرقة من الجسم، مؤكدة أنه تم تقديم الإسعافات الأولية والرعاية الطبية اللازمة ومتابعة جميع الحالات داخل المشفى.
على خلفية هذه التطورات الأمنية، دعا محافظ حلب سكان حيي الأشرفية والشيخ مقصود إلى البقاء في منازلهم وتجنب مناطق الاشتباكات. وفي الوقت ذاته، أفاد مراسل سوريا 24 بنزوح عدد من العائلات من المناطق القريبة من دواري الليرمون والشيحان، وذلك خشية من اتساع رقعة المواجهات.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة سانا بياناً عن وزارة الدفاع السورية، نفت فيه ما وصفته بـ"ادعاءات قسد" بشأن شن الجيش هجوماً على مواقعها. وأكدت الوزارة أن قوات سوريا الديمقراطية هي من نفذت هجوماً مفاجئاً على نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي والجيش في محيط حي الأشرفية، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوفهما. وأضافت الوزارة أن الجيش رد على مصادر النيران التي كانت تستهدف منازل الأهالي وتحركاتهم، بالإضافة إلى نقاط انتشار الجيش والأمن في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
تأتي هذه التطورات الأمنية الأخيرة في مدينة حلب، التي تشهد اشتباكات وتوترات مستمرة بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالتزامن مع حراك سياسي وأمني إقليمي مكثف. ويتمثل هذا الحراك في وصول وزير الخارجية التركي إلى دمشق على رأس وفد رسمي يضم وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات. تهدف هذه الزيارة إلى بحث سبل حل ملف "قسد" وآليات تطبيق اتفاق العاشر من آذار/مارس الماضي، الذي وُقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
تعكس هذه التطورات الميدانية حساسية المرحلة الراهنة، خاصة في ظل تداخل المسارات السياسية والأمنية. وتتواصل مساعي الأطراف المعنية لإعادة ضبط المشهد في شمال البلاد، وسط مخاوف متزايدة من انعكاسات هذا التصعيد على الوضع الإنساني والأمني في المدن المكتظة بالسكان، وفي مقدمتها مدينة حلب.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سياسة