فوضى السويداء الأمنية: عصابات مدعومة من "الحرس الوطني" تسرق ممتلكات المهجرين


هذا الخبر بعنوان "موقع الإخبارية السورية" نشر أولاً على موقع قناة الإخبارية وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في ظل تصاعد الفوضى الأمنية وسيطرة العصابات المتمردة في محافظة السويداء، تتواصل عمليات النهب والسرقة الممنهجة التي تستهدف ممتلكات المدنيين المهجرين في ريف المحافظة. وتأتي هذه الأعمال في سياق أوضاع إنسانية هشة، مما يعمق جراح المجتمع وينهب ما تبقى من مقومات العيش.
وكشفت تقارير ميدانية أن قرى ريمة اللحف وعرى والمجدل شهدت مشاهد صادمة لعصابات متمردة، مدعومة من ميليشيا "الحرس الوطني"، وهي تقوم بتفكيك أبواب ونوافذ المنازل وسرقة الحديد والمحتويات من مساكن أبناء عشائر البدو والدروز المهجرين قسراً. وتندرج هذه العمليات ضمن حملة سطو منهجي على الممتلكات الخاصة والعامة في المناطق الأكثر تضرراً بعد عمليات التهجير التي شهدتها المحافظة على يد هذه العصابات.
تشكل هذه العمليات جريمة مزدوجة بحق السكان؛ فمن جهة، تم تهجيرهم بسبب الاعتداءات المسلحة، ومن جهة أخرى، تُنهب ممتلكاتهم على مرأى من الجميع دون أي رادع أمني أو قضائي. وهذا يؤكد أن السكان المستهدفين لا يعانون فقط من فقدان ملاذهم الآمن، بل من فقدان آخر ممتلكاتهم التي كان من الممكن أن تشكل عوناً لهم في النزوح أو أساساً لعودتهم مستقبلاً.
لا تحدث هذه السرقات بمعزل عن سياقها، بل هي جزء من مشهد أمني مأزوم تتصاعد وتيرته بشكل خطير، كما يتجلى في الجرائم اليومية من قتل واختطاف واقتحام للمنازل. ويخلق هذا المناخ، الذي يتسم بانحسار سيطرة القانون وانتشار السلاح غير المنضبط، بيئة خصبة لاستباحة حرمات المنازل وممتلكات الأشخاص الأكثر ضعفاً وتشرداً من قبل الميليشيات المسلحة والعصابات المتمردة في السويداء.
تترتب على هذه السرقات المنظمة تداعيات إنسانية عميقة تتجاوز الخسارة المادية، حيث تحول النازحون من وضعية المتضررين إلى وضعية المشردين الذين فقدوا كل شيء، مما يزيد من اعتمادهم على المساعدات في وقت تشير فيه شهادات إلى حرمان كثيرين من أبسط أشكال الدعم.
إن مشاهد النهب هذه، إلى جانب الجرائم اليومية والحرمان من المساعدات، هي صرخة استغاثة مدوية تفضح عمق الانهيار في محافظة السويداء. وهي تؤكد الحاجة الماسة ليس فقط إلى مساعدات إنسانية عاجلة وشفافة، بل إلى استعادة سيطرة الدولة وسلطة القانون، ونزع سلاح الميليشيات وجميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية، وإيجاد آلية قضائية مستقلة لمحاسبة الجناة وتعويض الضحايا، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين. وتؤكد هذه الأحداث أن الوضع في السويداء يتطلب تدخلاً جاداً وفورياً، قبل أن تتحول المحافظة بالكامل إلى ساحة مفتوحة للصراعات المحلية ونهب الممتلكات.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي