جائزة أفضل منتج كيميائي سوري 2025: دعم حكومي وتسهيلات لتعزيز تنافسية الصناعة الوطنية

في احتفالية أقيمت مساء اليوم في فندق البوابات السبع بدمشق، أعلنت غرفة صناعة دمشق وريفها بالتعاون مع الجمعية الكيميائية السورية عن المنتجات الفائزة بجائزة أفضل منتج كيميائي سوري لعام 2025. تهدف هذه الجائزة، التي أُطلقت في أيلول الماضي، إلى دعم الصناعة الوطنية وإبراز تميز المنتجات الكيميائية السورية، فضلاً عن تعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية. وقد بلغ عدد المنتجات التي حصدت جوائز التميز والجوائز الذهبية والفضية والبرونزية 17 منتجاً، شملت قطاعات متنوعة مثل صناعات المنظفات، ومستحضرات التجميل، والأسمدة، والدهانات، وزيوت محركات السيارات، والسيراميك.

من جانبه، أكد وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية، خلال كلمته في الاحتفالية، التزام الدولة بدعم القطاع الصناعي. وشدد على أهمية توفير التسهيلات والإعفاءات الضرورية لتمكين هذا القطاع من المساهمة بفعالية في الاقتصاد الوطني، وتلبية متطلبات السوق المحلية، بالإضافة إلى تعزيز قدرته على التصدير إلى الأسواق الخارجية.

وأفاد الدكتور برنية بأن وزارة المالية تعمل على تخصيص جزء من إيرادات ضريبة المبيعات لدعم الصناعة التصديرية. ويتم ذلك عبر برامج وخطط ومبادرات عملية، تتضمن تشجيع تبني التكنولوجيا الحديثة والترويج للمنتجات الصناعية الموجهة للتصدير. كما أشار إلى مبادرات قيد الإعداد تشمل مقترح مرسوم يهدف إلى منح إعفاءات وتسهيلات ضريبية وجمركية للمصانع المتضررة، سواء جزئياً أو كلياً، وذلك لمدة خمس سنوات.

وفي سياق متصل، نوه الوزير برنية إلى أن الوزارة تدرس حالياً إنشاء صندوق للتنمية الصناعية. سيوفر هذا الصندوق دعماً مالياً وفنياً يتجاوز القروض قصيرة الأجل، بهدف بناء شراكة حقيقية مع القطاع الصناعي. وأكد برنية انفتاح الوزارة على التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجالات تطوير المواصفات والمقاييس، وبناء القدرات، بالإضافة إلى إنشاء مراكز للتدريب والدعم الفني في مدينتي دمشق وحلب.

من جهته، سلط حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، الضوء في كلمته على الأهمية الكبيرة للإعلان عن جائزة أفضل منتج كيميائي سوري. وأشار إلى دورها المحوري في تطوير المنتجات الصناعية الوطنية، مثنياً على جهود الصناعيين في تلبية احتياجات السوق المحلية، وخلق المزيد من فرص العمل، وزيادة حجم الصادرات الصناعية الوطنية. وأكد أن هذه الجهود تسهم بشكل مباشر في استقرار وتحسين سعر صرف الليرة السورية وتقليل الاعتماد على الواردات.

بدوره، أوضح رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، محمد أيمن المولوي، أن المبادرة تهدف إلى إبراز جودة المنتج السوري وتعزيز سمعة الصناعة الوطنية في الأسواق الخارجية. وأشار إلى أن اختيار القطاع الكيميائي كنقطة انطلاق جاء لكونه من أكثر القطاعات الصناعية عدداً وواعداً في المرحلة الراهنة.

وأضاف المولوي أن التوقيت الحالي يعد مثالياً لإظهار قدرات المصانع السورية وتقديم صورة مشرقة عن الصناعة الوطنية محلياً وعالمياً، خاصة مع تزايد دخول المنتجات الأجنبية إلى السوق المحلية. وأكد أن الصناعة السورية تتمتع بجودة تضاهي، بل تتجاوز أحياناً، المعايير العالمية، وهو ما دفع لإطلاق هذه الجائزة مع خطط لتكرارها في قطاعات صناعية أخرى مستقبلاً.

وفي السياق ذاته، بيّن رئيس الجمعية الكيميائية السورية، محمد الشاعر، أن الإعلان عن الفائزين في مسابقة أفضل منتج كيميائي يمثل تتويجاً لإطلاق هذه الجائزة. وأشار إلى أن الجائزة أُطلقت بالتعاون مع غرفة صناعة عمّان، حيث تم تشكيل لجنة تحكيم متخصصة واعتمدت ست فئات للمسابقة. وقد شاركت خمس وعشرون شركة، فاز منها 17 منتجاً من محافظات دمشق وحماة وحلب.

وأوضح الشاعر أن الجائزة تُعد احتفالاً بالمتميزين في القطاع، حيث حقق جميع الفائزين نتائج عالية. كما نوه إلى استبعاد بعض المنشآت الجديدة لعدم استيفائها الحد الأدنى من شروط المشاركة.

من جانبها، أفادت المهندسة وفاء أبو لبدة، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيسة القطاع الكيميائي، أن إطلاق هذه الجوائز يهدف إلى الارتقاء بجودة المنتج السوري وتعزيز مستوى الالتزام بالمعايير الصحية والممارسات الجيدة ومعايير التصنيع الممتازة. وأشارت إلى أن لجنة التحكيم اعتمدت معايير تنافسية صارمة أسهمت في إبراز جودة المنتجات المشاركة.

يذكر أن غرفة صناعة دمشق وريفها والجمعية الكيميائية السورية كانتا قد أطلقتا في السابع عشر من أيلول الماضي الدورة الأولى لجائزة أفضل منتج كيميائي سوري لعام 2025، داعيتين الشركات الصناعية العاملة في القطاع الكيميائي للمشاركة فيها.