الجفاف وارتفاع التكاليف يهددان موسم حمص الزراعي: صرخة مزارعين بلا دعم


هذا الخبر بعنوان "الجفاف والغلاء يخيفان مزارعي حمص من موسم زراعي خاسر" نشر أولاً على موقع North Press وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
مع بزوغ الفجر، يتفقد علي شعبان أرضه الزراعية بريف حمص، محاولاً تقدير ما تبقى من أمل لموسم زراعي يلوح في الأفق محمّلاً بالقلق. بالنسبة لعلي، الزراعة ليست مجرد مهنة، بل هي مصدر الرزق الوحيد لعائلته، غير أن الواقع الحالي يجعل الاستمرار فيها تحدياً يومياً في ظل ارتفاع التكاليف وغياب الدعم الكافي.
يعاني الواقع الزراعي في محافظة حمص من صعوبات جمة نتيجة انخفاض الهطولات المطرية في سوريا بشكل عام، بالإضافة إلى غياب الدعم الكافي للمزارعين. هذا الوضع انعكس سلباً على قدرتهم على الاستمرار في الزراعة وتأمين مستلزماتها الأساسية.
يشير شعبان، في حديثه لنورث برس، إلى أن تكاليف الزراعة باتت تفوق قدرة المزارع بشكل كبير. ويوضح أن أجار حراثة الدونم الواحد يصل إلى 100 ألف ليرة سورية (ما يعادل 9 إلى 10 دولارات أميركية)، بينما يكلف العمل بالكلفتور نحو 60 ألف ليرة. يضاف إلى ذلك الحاجة إلى 25 كيلوغراماً من البذار للدونم الواحد بقيمة تقارب 150 ألف ليرة.
يؤكد علي أن كل شيء أصبح مكلفاً في ظل غياب أي دعم حقيقي، معرباً عن أمله بأن تقدم الحكومة الجديدة دعماً فعلياً يسهم في تحسين أوضاع المزارعين.
من جانبها، تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إلى أن سوريا شهدت خلال السنوات الماضية موجة جفاف غير مسبوقة أثرت سلباً على المحاصيل الزراعية، بما في ذلك القمح الذي يعتمد بشكل كبير على الهطول المطري ومصادر الري. هذا الوضع يعتبر تهديداً كبيراً للأمن الغذائي في البلاد.
أوضحت الفاو أن إنتاج القمح انخفض بشكل ملحوظ هذا العام، وهو لا يكفي سوى لأشهر قليلة حتى تأتي المحاصيل الجديدة، متوقعة عجزاً في الحبوب يقدر بملايين الأطنان، مما ينذر بكارثة غذائية.
من جانبه، يوضح المزارع زياد رحال لنورث برس، أن أغلب الزراعات في المنطقة تتركز على القمح والشعير، وهي محاصيل تعتمد بشكل كبير على توفر المياه، حيث يرتبط نجاح الموسم الزراعي بكمية الأمطار.
ويشير رحال إلى أن مياه الري التي كانت تأتي من بحيرة قطينة مقطوعة منذ أكثر من 14 عاماً، ما تسبب بمعاناة كبيرة للمزارعين. ويلفت إلى أن تركيب أنظمة ري بديلة يشكل عبئاً مادياً كبيراً لا يستطيع كثيرون تحمله.
وفقاً لدراسات تنموية، تعد شبكات الري مثل بحيرة قطينة وشبكات ري أخرى في المنطقة من الأنظمة الأساسية المتوقفة منذ سنوات، ما يؤثر بشكل كبير على القدرة على الزراعة المروية في حمص والمناطق المجاورة. تقع بحيرة قطينة في الجنوب الغربي لمحافظة حمص، على بعد نحو 12–15 كيلومتراً من المدينة، وهي بحيرة اصطناعية تشكلت نتيجة إنشاء سد على نهر العاصي لتخزين المياه واستخدامها في الري، وتمتد على مساحة تقارب 60 كيلومتراً مربعاً.
بدوره، يؤكد المزارع أبو سميح لنورث برس أنهم يقومون حالياً بتجهيز أراضيهم للزراعة تمهيداً لزراعة اليانسون والكزبرة وجزء من القمح، مشيراً إلى أن الجمعية الفلاحية وعدتهم بتأمين البذار والسماد على شكل قرض يُسدّد في نهاية الموسم. ويلفت إلى أن الموسم الماضي كبّد المزارعين خسائر كبيرة بسبب قلة الأمطار، معرباً عن أمله بأن يكون الموسم الحالي أفضل من حيث الهطولات المطرية.
في السياق ذاته، يوضح خالد الطويل، مدير مديرية الزراعة في حمص، أن المديرية وضعت خطة مع بداية الموسم الشتوي تركز على زراعة القمح والشعير، حيث تبلغ المساحة المحددة نحو 90 ألف هكتار، منها 33 ألف هكتار للقمح، موزعة بين 15 ألف هكتار مروي و18 ألف هكتار بعل.
ويضيف الطويل لنورث برس أن وزارة الزراعة أطلقت مشروع "القرض الحسن" لدعم المزارعين وتسهيل عملية الزراعة، بهدف زراعة نحو 300 ألف هكتار من القمح على مستوى سوريا، من خلال توفير بذار محسّن وسماد. وكانت وزارة الزراعة السورية قد أطلقت هذا المشروع في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، وبدأ التسجيل للحصول على القرض اعتباراً من 17 نوفمبر 2025 واستمر حتى 27 نوفمبر 2025 عبر الدوائر الزراعية والوحدات الإرشادية في مختلف المحافظات.
يشير المسؤول الحكومي إلى أنه حتى تاريخه تم تسجيل نحو 3300 مزارع بمساحة تقدر بـ3000 هكتار، مع إقبال متزايد من المزارعين على الاستفادة من هذا القرض، بحسب ما قاله لنورث برس.
تحرير: معاذ الحمد
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي