فوضى معارض السيارات في طرطوس: إغلاق الأرصفة وتجاهل شكاوى المواطنين

شهدت محافظة طرطوس، على غرار باقي المحافظات السورية، تزايداً ملحوظاً في أعداد السيارات الجديدة والمستعملة، وذلك بعد فتح المنافذ الحدودية البرية والبحرية أمام استيرادها. وقد أدى هذا التوسع إلى نمو قطاع تجارة السيارات بشكل كبير في المحافظة، من حيث الكم والنوع.

لكن هذا التوسع صاحبه مشكلة تنظيمية، حيث أن معظم معارض السيارات في مدينة طرطوس لا تتسع مساحتها إلا لسيارتين أو ثلاث على الأكثر. هذا الواقع دفع التجار إلى استغلال الأرصفة والشوارع المقابلة لمعارضهم دون أي ضوابط أو احترام لحق المواطنين في المرور الآمن، مما تسبب في تلوث بصري وتشويه للمظهر العام للمدينة.

وقد عبر العديد من المواطنين في مدينة طرطوس عن شكواهم لصحيفة “الحرية” بخصوص فوضى معارض السيارات، مؤكدين على ضرورة إيجاد حل لتنظيمها. وأشار المواطنون في شكواهم إلى أن أعداد السيارات، وخاصة ذات الأحجام الكبيرة، قد تزايدت بشكل كبير ضمن معارض السيارات في طرطوس، مما أدى إلى إغلاق عشرات الأرصفة أمام المارة. وقد اضطر طلاب المدارس للسير على الطرقات ووسط الشوارع، معرضين أنفسهم للخطر، بسبب عدم توفر الأرصفة.

ولفت المواطنون إلى أن مجلس مدينة طرطوس يقوم بحملات مستمرة لإزالة إشغالات محلات السمانة والبسطات وغيرها، بينما لا يوجد رادع أو محاسبة لمعارض السيارات، التي تدفع مبالغ زهيدة كبدل إشغال.

ومع الزيادة الكبيرة في حجم هذا السوق، طالب المواطنون بضرورة إيجاد مكان مخصص من قبل مجلس مدينة طرطوس لهذه المعارض خارج طرقات المدينة الضيقة، التي بالكاد تتسع لمرور سيارة أو عربة طفل. وتتفاقم المشكلة بشكل خاص في الأحياء السكنية، حيث بات من الصعب على السكان إيجاد أماكن لسياراتهم الخاصة، سواء أمام منازلهم أو بالقرب منها، كما هو الحال في منطقة الفقاسة وقرب الحدائق في وسط المدينة.

وأوضح المواطنون أن ضيق الشوارع وانخفاض أسعار السيارات قد زاد من أعدادها لدى العائلات في المدينة، مما تسبب في اكتظاظ واضح. وأكدوا أنه لم يعد من المقبول أن تصادر تلك المعارض ما تبقى من شوارع أو أرصفة، مطالبين بتخصيص منطقة معارض سيارات لاستيعاب هذا الكم منها ومن بضائعها خارج المدينة، بحيث تطرح هذه المنطقة للاستثمار وتعود بالفائدة على مجلس المدينة والمواطنين.

وقد تواصلت صحيفة “الحرية” مع مجلس مدينة طرطوس منذ أسبوعين لوضع الشكوى أمامهم ومعرفة الإجراءات والحلول المقترحة، ولكن دون تلقي أي إجابة، مما استدعى نشر الموضوع على أمل أن تجد المشكلة آذاناً صاغية.