الرقة تستقبل رأس السنة بفرح خافت وقلق متزايد: الأزمات الاقتصادية والأمنية تلقي بظلالها على الاحتفالات


هذا الخبر بعنوان "رأس السنة في الرقة… فرح ناقص يثقله القلق" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تستقبل مدينة الرقة رأس السنة الميلادية هذا العام بأجواء احتفالية خافتة، تختلف بشكل كبير عن السنوات الماضية، حيث ألقت الأزمات الاقتصادية المتفاقمة والتوترات السياسية والأمنية بظلالها الثقيلة على مظاهر الفرح، مما جعل هذه المناسبة تمر بهدوء وحذر واضحين بين سكان المدينة.
لطالما شكّل رأس السنة لسنوات طويلة مناسبة جامعة لمختلف الطوائف والأعراق في الرقة، إلا أن الواقع المعيشي الصعب دفع العديد من السكان إلى تقليص احتفالاتهم، والاكتفاء بطقوس رمزية تُقام داخل المنازل، بعيدًا عن البهجة المعتادة في الشوارع والأسواق.
وفي حديث خاص لـ سوريا 24، عبّر سركسيان برواني، أحد أبناء الطائفة الأرمنية في المدينة، عن شعور الفرح المنقوص هذا العام. وأوضح: "كنا ننتظر العيد لنلتقي ونتشارك الفرح، لكن كل شيء تغير هذا العام. الغلاء الفاحش جعل تجهيزات العيد عبئًا ثقيلًا، حتى الأمور البسيطة أصبحت صعبة المنال. كما أن القلق الأمني دفع الناس إلى الحذر، فغابت التجمعات الكبيرة واقتصر الاحتفال على نطاق ضيق". وتابع برواني بنبرة يطغى عليها الأسى: "نحاول قدر الإمكان الحفاظ على تقاليدنا، لكن الواقع الحالي يجعل الأمر أكثر صعوبة من أي وقت مضى".
من جانبه، ركّز سامي الخلف، في حديثه لـ سوريا 24، على التأثير المباشر للأزمة الاقتصادية على تفاصيل العيد، مشيرًا إلى أن معظم العائلات اضطرت إلى إعادة ترتيب أولوياتها. وقال: "أسعار الملابس والهدايا والمواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير هذا العام، ما أجبر الكثيرين على تقليص نفقاتهم. بات التفكير في تأمين لقمة العيش أولوية تتقدم على أي استعدادات احتفالية". وأضاف الخلف: "رغم ذلك، نحاول التمسك بروح العيد، ولو بشكل بسيط، على أمل أن تتحسن الأوضاع قريبًا ويعود الفرح إلى بيوت الناس".
أما بربريان، وهو أيضًا من المسيحيين الأرمن في الرقة، فقد تحدّث لـ سوريا 24 عن البعد الأمني وتأثيره على الأجواء العامة، موضحًا أن المخاوف من أي تطورات محتملة قلّلت من زخم الاحتفالات. وقال: "التوترات الأمنية جعلت التجمعات أقل كثافة، والاحتفالات أكثر هدوءًا. هذا الأمر أثّر على روح العيد التي كانت تجمع الناس في أجواء من المحبة والسلام". وأضاف: "رغم كل التحديات، ما زلنا نتمسك بالأمل بأن يحمل العام الجديد معه قدرًا من الاستقرار والأمان".
تعكس هذه الشهادات حالة عامة يعيشها سكان الرقة بمختلف انتماءاتهم، حيث تداخل القلق الاقتصادي مع المخاوف الأمنية ليشكّلا صورة عيد باهت، تراجع فيه الفرح أمام متطلبات الحياة اليومية. فبعد أن كان رأس السنة مناسبة للبهجة والاجتماع، بات اليوم يمرّ بحسابات دقيقة وإمكانات محدودة، في انتظار انفراج يعيد للمدينة روحها الاحتفالية وأملها المفقود.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي