تحقيق لـ نيويورك تايمز يكشف: جنرالات الأسد السابقون يخططون لتمرد ضخم في سوريا بـ 168 ألف مقاتل


هذا الخبر بعنوان "نيويورك تايمز : جنرالات الأسد يخططون لتمرد في سورية قوامه 168 ألف مقاتل" نشر أولاً على موقع worldnews-sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
بعد عام على سقوط نظام بشار الأسد وفرار قادته إلى الخارج، وفي ظل مساعي سوريا لتلمس طريقها نحو الاستقرار بقيادة جديدة، كشف تحقيق استقصائي موسّع لصحيفة نيويورك تايمز عن مخطط لجنرالات سابقين من النظام، يعملون من منافيهم في روسيا ولبنان، لتنظيم تمرد مسلح.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن سقوط نظام الأسد لم يقضِ على نفوذ نخبة من قادته العسكريين والأمنيين، بل دفع ببعضهم إلى إعادة تنظيم صفوفهم من المنفى. وتهدف هذه المحاولة إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة، وربما اقتطاع مناطق نفوذ داخل البلاد.
استند التحقيق إلى اتصالات هاتفية ورسائل نصية مخترقة، بالإضافة إلى مقابلات وتحليل معمّق، توضح كيف يتقاطع الطموح العسكري مع الدعم المالي والضغط السياسي الخارجي. ويبرز في قلب هذه الشبكة جنرالان سابقان يخضعان لعقوبات دولية، وهما سهيل الحسن، قائد فرقة لقوات النخبة التابعة لنظام المخلوع الأسد، وكمال الحسن، الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية. وعلى الرغم من اختلاف مقارباتهما، يسعى كلاهما لإعادة بناء نفوذ داخل سورية المنهكة بعد 13 عاماً من الحرب.
تشير الصحيفة إلى أن سهيل الحسن، المعروف بلقب “النمر” لشراسته ووحشيته في القتال، وعُرف لدى المعارضة السورية بتكتيكات الأرض المحروقة ويواجه اتهامات بإصدار أوامر بشن غارات جوية على مدنيين. وكان الحسن، الذي حظي طويلاً برعاية روسية، من أوائل المسؤولين الذين سعت موسكو إلى إجلائهم مع بدء انهيار النظام، بحسب أربعة ضباط سابقين.
وفقاً للتحقيق الاستقصائي، يرفض سهيل الحسن التقاعد في منفاه بموسكو، ويبدو الأكثر اندفاعاً نحو خيار التمرد المسلح. فمنذ ربيع 2025، تكشف الرسائل المسرّبة من هاتفه – والتي اطّلعت عليها الصحيفة – عن هيكلية عسكرية بدأت تتشكل في الخفاء. وأوضحت نيويورك تايمز أن “النمر” قام بإحصاء وتوثيق ما يزيد عن 168 ألف مقاتل من الطائفة العلوية (التي ينتمي إليها بشار الأسد) في منطقة الساحل السوري. من بين هؤلاء، 20 ألفاً لديهم إمكانية الوصول إلى مدافع رشاشة، و331 يمتلكون مدافع مضادة للطائرات، و150 بحوزتهم قذائف مضادة للدروع، و35 قناصاً لا يزالون يحتفظون بأسلحتهم.
تُظهر الاتصالات أن سهيل الحسن لم يكن يعمل منفرداً، بل تلقى دعماً مالياً من رامي مخلوف، رجل الأعمال النافذ وابن خال بشار الأسد، الذي يسعى بدوره إلى لعب دور قيادي داخل الطائفة العلوية من منفاه في موسكو. ويلعب مخلوف -وفقاً للتحقيق- دور الممول والمبشر في آن واحد؛ فهو لا يكتفي بضخ مئات الآلاف من الدولارات كرواتب شهرية للمقاتلين (تتراوح بين 200 و1000 دولار)، بل يروج لنفسه على أنه “المنقذ المخلِّص” القادر على حماية الطائفة العلوية.
يشكل هذا التحالف بين المال ممثلاً في مخلوف والخبرة العسكرية الوحشية التي يتصف بها سهيل الحسن، بحسب الصحيفة، النواة الصلبة لما يمكن وصفه بـ”جيش الظل” الذي ينتظر لحظة ضعف الحكومة الجديدة للانقضاض عليها. ولعل المثير للدهشة هو أن سهيل الحسن بات يوقع مراسلاته بعبارة “خادمكم برتبة مجاهد”، مخاطباً شخصاً يصفه بـ”القائد العام لجيشنا وقواتنا المسلحة”، وتشير الدلائل القوية إلى أنه رامي مخلوف، كما تفيد الصحيفة.
ويكشف التحقيق أيضاً عن محاولات لشراء أسلحة، وتوزيع رواتب على مقاتلين محتملين، وحتى السعي للتنسيق مع مليشيات إقليمية لتهريب السلاح، وإن كانت هذه الشبكة قد بدأت لاحقاً بالتفكك نتيجة الخلافات وصعوبة التنفيذ.
سياسة
سياسة
سوريا محلي
سياسة