معاناة طلاب جامعة حلب تتفاقم: تكدس على نوافذ الشؤون الطلابية وسط وعود بتحسين الخدمات


هذا الخبر بعنوان "طلبة جامعة “حلب” يتكدسون على نوافذ “الشؤون”" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
لا تزال نوافذ الشؤون الطلابية في جامعة "حلب" تشهد ازدحامًا يوميًا وتكدسًا ملحوظًا، حيث يصطف الطلاب في طوابير طويلة لساعات لإنجاز معاملاتهم، وهو مشهد يتكرر منذ أسابيع. تتزايد الشكاوى من غياب بعض الموظفين أو مغادرتهم أماكن عملهم دون إشعار، ما يضطر الطلاب للعودة في اليوم التالي دون أي تحسن في جودة الخدمة.
هذا الواقع لا يقتصر تأثيره على الوقت الضائع فحسب، بل يفرض أعباء إضافية على شريحة واسعة من الطلاب، خاصة المنقطعين عن الدراسة أو المقيمين خارج مدينة حلب. يضطر هؤلاء الطلاب إلى السفر من مناطق أخرى، متحملين تكاليف نقل وإقامة، من أجل معاملة قد لا تنجز في النهاية.
تُعد كلية الآداب في جامعة "حلب" من الكليات التي تشهد أعلى نسب الازدحام على نوافذ الشؤون الطلابية. يعود ذلك إلى العدد الكبير من الطلاب المسجلين فيها، بالإضافة إلى عودة أعداد ملحوظة من الطلاب المنقطعين عن الدراسة خلال السنوات الماضية، ما ضاعف الضغط على الدوائر الإدارية، خصوصًا خلال فترات إنجاز المعاملات المرتبطة بإعادة التسجيل وتثبيت الوضع الدراسي.
وفي شهادة لعنب بلدي، وصفت هبة العبد، طالبة في كلية الآداب، مراجعة الشؤون الطلابية بأنها تحولت إلى عبء نفسي ومادي، في ظل غياب التنظيم وعدم الالتزام بساعات الدوام. وأضافت أن الطالب قد ينتظر لساعات ليتفاجأ بمغادرة الموظف أو إغلاق النافذة، ما يجبره على تأجيل معاملته ليوم آخر، دون أي ضمان بتحسن الوضع.
من جانبه، أكد أحمد الحسين، طالب في كلية التربية، أن المشكلة تتفاقم بالنسبة للطلاب القادمين من خارج حلب، إذ يتحملون تكاليف سفر مرتفعة في ظل أوضاع معيشية صعبة، ليصطدموا بواقع إداري غير منظم. ويرى أحمد أن غياب آلية واضحة أو جدول محدد لإنجاز المعاملات يضع الطالب في حالة استنزاف دائم، دون معرفة متى سيتمكن من إنهاء إجراءاته.
يطالب طلاب جامعة "حلب" إدارة الجامعة بالتدخل لوضع حد لما يصفونه بـ "الاستهتار بمعاناتهم"، وذلك من خلال ضبط دوام الموظفين، وتنظيم العمل داخل الشؤون الطلابية، وإيجاد حلول تخفف من الازدحام، سواء بزيادة عدد النوافذ أو اعتماد آليات تنظيمية أكثر فاعلية، بما يضمن حق الطالب في خدمة إدارية لائقة.
أقرت رئاسة جامعة "حلب" بحجم الضغط الحاصل على دوائر الشؤون الطلابية، خاصة خلال فترات الذروة المرتبطة بالتسجيل والامتحانات والمعاملات الأكاديمية. وأرجعت أسباب الازدحام إلى العدد الكبير من المراجعين مقارنة بالإمكانات المتاحة حاليًا، إضافة إلى الظروف الاستثنائية التي مرت بها الجامعة خلال السنوات الماضية.
وأكد المكتب الصحفي لجامعة "حلب"، في حديثه إلى عنب بلدي، أن أي غياب غير مبرر للموظفين أو مغادرتهم أماكن عملهم دون إشعار رسمي يعد مخالفة إدارية مرفوضة ولا يمكن القبول بها تحت أي ظرف. وبخصوص آليات الرقابة والمحاسبة، أوضح أن الجامعة لديها إجراءات إدارية تشمل متابعات دورية للدوام، وتقارير يومية من الإدارات المعنية، إلى جانب استقبال شكاوى الطلاب بشكل مباشر.
ووفقًا للمكتب الصحفي، "أي موظف يثبت تقصيره أو استهتاره بحقوق الطلاب يحال إلى المساءلة وفق الأنظمة النافذة، بدءًا من التنبيه الخطي، وصولًا إلى عقوبات إدارية قد تشمل النقل أو الإعفاء من المهام في حال تكرار المخالفات".
فيما يتعلق بشكاوى الطلاب القادمين من خارج مدينة حلب، أشار المكتب الصحفي لجامعة "حلب" إلى تقدير الجامعة لمعاناة هذه الشريحة، خاصة في ظل الأعباء المادية والزمنية التي يتحملونها. وأكد وجود توجيهات واضحة للإدارات المعنية بضرورة إنجاز معاملات الطلاب بأسرع وقت ممكن، وعدم تكليفهم بالعودة المتكررة إلا في حال وجود نقص فعلي في الأوراق أو متطلبات لا يمكن تجاوزها قانونيًا.
وأضاف المكتب أن العمل جارٍ على تعزيز التنسيق بين نوافذ الشؤون الطلابية للحد من حالات التأجيل غير المبرر. كما كشف عن خطة متدرجة لتحسين أداء دوائر الشؤون الطلابية وتخفيف الازدحام، تشمل إعادة تنظيم توزيع الموظفين خلال فترات الضغط، ودراسة زيادة عدد النوافذ المفتوحة عند الحاجة، والتحضير لاعتماد آلية مواعيد لبعض المعاملات، إلى جانب التوسع التدريجي في رقمنة الخدمات الطلابية بهدف تقليل المراجعات الحضورية.
واختتم المكتب الصحفي بالتأكيد على أن الطالب سيبقى في صلب اهتمام الجامعة، وأن أي إساءة أو تقصير بحقه مرفوض وغير مقبول، مشيرًا إلى أن ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوع الازدحام يؤخذ بجدية ويتم التعامل معه ضمن الأطر المؤسسية. ولفت إلى أن التحسن في هذا الملف سيكون تدريجيًا، عبر خطوات عملية ستنعكس على واقع الخدمة المقدمة للطلاب خلال الفترة المقبلة.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي