طرطوس تتصدى للازدحام المروري: خطة شاملة لإعادة هيكلة النقل وتطوير البنية التحتية


هذا الخبر بعنوان "طرطوس.. إعادة هيكلة وخطوط نقل جديدة لمعالجة الازدحامات" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تشهد شوارع وأسواق مدينة طرطوس أزمة مرورية متفاقمة، باتت تشكل مصدر قلق للسكان وتعيق سهولة التنقل داخل المدينة، لا سيما في المناطق التجارية والأسواق الرئيسية مثل سوق “النسوان” وسوق “الهال”، بالإضافة إلى منطقة الكراج الجديد والمرفأ والطرق المؤدية إليهما.
تعزى هذه الأزمة إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها الزيادة غير المخطط لها في أعداد السيارات، إلى جانب ضعف البنية التحتية لشبكة الطرق والممرات وعدم قدرتها على استيعاب الكثافة المرورية الحالية. هذه التحديات دفعت الجهات المعنية إلى التحرك لإعادة هيكلة خطوط النقل العام وتفعيل الإشارات المرورية، والبحث عن حلول لتنظيم حركة الشاحنات. ومع ذلك، لا تزال المشكلة قائمة بسبب نقص التنظيم وندرة المواقف المتاحة، وفقًا لما أفاد به مواطنون في استطلاع أجرته عنب بلدي.
تعاني طرطوس، شأنها شأن محافظات أخرى، من ازدحام مروري يعود بشكل أساسي إلى استئناف استيراد السيارات. هذا الأمر أحدث ضغطًا غير مسبوق على شبكة الطرق والمواقف، في ظل تدهور البنية التحتية التي لم تعد تستوعب هذا العدد الهائل من المركبات.
ورغم أن استئناف استيراد السيارات قد يعكس تحسنًا نسبيًا في بيئة الأعمال وزيادة في القدرة الشرائية لبعض شرائح المجتمع، إلا أنه يطرح تحديات حقيقية تتمثل في تدهور حالة الطرق، وندرة المواقف، والضغط المتزايد على الوقود، وضعف خدمات الصيانة. كما يؤدي إلى اختناقات مرورية واحتمالات استنزاف متسارع للقطع الأجنبي في بلد يعاني أصلاً من أزمات مالية مزمنة.
تتضمن المشكلات التنظيمية استخدام أسواق المشاة كمواقف، كما هو الحال في سوق “الهال”، وازدحام الطرق المؤدية إلى المرفأ والمنطقة الحرة بسبب حركة الشاحنات الكبيرة. ويساهم غياب نظام نقل عام فعال في زيادة اعتماد المواطنين على سياراتهم الخاصة، بحسب ما أفاد به مواطنون لعنب بلدي.
كما تزيد لامبالاة بعض سائقي سيارات الأجرة، الذين يركنون سياراتهم في نسق ثانٍ بانتظار الزبائن، بالإضافة إلى تجاوزات أصحاب الدراجات النارية وبعض العربات، من حدة الاختناقات المرورية وترفع المخاطر على المشاة الذين يضطرون أحيانًا للسير بعيدًا عن الأرصفة المزدحمة.
يطالب السكان باستمرار بإعادة هيكلة النقل العام وتنظيم الخطوط وتفعيل آليات الشكاوى لتحسين الخدمة. كما يؤكدون على أهمية قيام المحافظة بجولات ميدانية لتنظيم حركة الشاحنات حول منطقة المرفأ. وتشير إفادات رصدتها عنب بلدي إلى أن إعادة تشغيل إشارات المرور لضبط الحركة، والنظر في صيانة وتطوير الجسور ومراكز الانطلاق، سيسهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام.
صرح محمد بكور، القائم بمهام تسيير أعمال المؤسسة العامة لنقل الركاب في طرطوس، لعنب بلدي، بأن المؤسسة تعمل على تنفيذ خطة متكاملة تهدف إلى تنظيم قطاع نقل الركاب ومعالجة الاختناقات المرورية داخل مدينة طرطوس وعلى محاور الريف. وتهدف هذه الخطة إلى تسهيل حركة النقل اليومية وتحسين مستوى الخدمة المقدمة.
وأوضح بكور أن هذه الخطة جاءت استجابة للحاجة المتزايدة لتنظيم نقل الركاب وضبط آلياته، بما يخدم مصالح كل من المواطنين والسائقين. وأضاف أنه تم تنظيم عملية نقل الركاب وتوزيع السيارات على الخطوط المختلفة بأسلوب مدروس، لضمان انسيابية الحركة ومرونة النقل، والحد من الازدحامات والاختناقات في النقاط الحيوية داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية إلى الريف.
أشار بكور إلى أنه تم تحديد تعرفة الخطوط بدقة، حيث جرى “إصدار تعرفة عادلة ومنصفة تراعي الظروف المعيشية للمواطنين من جهة، وتحقق التوازن المطلوب للسائقين من جهة أخرى”، مما يساهم في استقرار قطاع النقل ويحد من المخالفات المتعلقة بالأجور. وأوضح أن تحديد التعرفة استند إلى عوامل مثل طول الخط ووعورته، وسعر المحروقات، والتكاليف الإضافية التي يتحملها السائقون.
كما أطلقت “المؤسسة” خلال هذا العام خطوط نقل داخلي جديدة ضمن محافظة طرطوس، بهدف توفير تنوع أكبر في وسائل وخيارات نقل الركاب، وتخفيف الضغط عن الخطوط المزدحمة، مما يعود بالنفع على المواطنين ويساهم في تحسين جودة الخدمة.
وفقًا لبكور، تم تفعيل آلية للشكاوى لتعزيز التواصل مع المواطنين، حيث خُصص رقم خاص لاستقبال شكاوى ومقترحاتهم المتعلقة بواقع نقل الركاب. وقد أتاح هذا الإجراء للمؤسسة متابعة الملاحظات بشكل مباشر والعمل على معالجتها ضمن الإمكانات المتاحة.
وأضاف أن إدارة مركز الانطلاق حظيت باهتمام خاص، حيث جرى العمل على إدارتها بفعالية وكفاءة أعلى، وتنظيم حركة الانطلاق والوصول، مما يساهم في تقليل الفوضى وتحسين زمن الانتظار وتنظيم حركة السير.
أوضح بكور أن سبب إزالة دوار “العلبي” (الشرطة العسكرية سابقًا) وسط مدينة طرطوس يكمن في تطبيق عملية تنظيم جديدة للسير تعتمد مبدأ “الساحة المفتوحة”. وقد تضمن ذلك إضافة إشارة مرور رابعة من جهة الغرب، وتأمين تشغيل الإشارات الضوئية بشكل مستمر دون انقطاع. وأكد بكور أنه لا داعي لوجود الدوار طالما أن الإشارات تعمل بصفة دائمة، خاصة وأن حجم الدوار صغير جدًا. وأشار إلى أنه سيتم استكمال أعمال تأهيل الساحة بتوسيع المسارات والالتفافات، بالإضافة إلى إضفاء هوية جديدة للمكان من خلال إشارات المرور والدهانات الطرقية.
وفي سياق متصل، قام مجلس مدينة بانياس بإزالة دوار “البلدية” وسط المدينة. وأوضح أن نموذج التصميم الجديد الذي يجري تنفيذه يهدف إلى تخفيف الاختناقات المرورية، ويوفر رؤية أوسع لرواد الموقع، ويلغي “التصاوين” و”الكتل البيتونية” الموجودة فيه.
سوريا محلي
سياسة
سوريا محلي
سوريا محلي