أمطار درعا الغزيرة: بصيص أمل جديد للمزارعين ومربي المواشي بعد عام من الجفاف


هذا الخبر بعنوان "الأمطار تنعش آمال المزارعين ومربي المواشي بدرعا" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أبدى مزارعون ومربو مواشٍ في محافظة درعا، جنوبي سوريا، تفاؤلهم الكبير بهطول الأمطار بعد مرور عام كامل من الجفاف القاسي. هذا الجفاف أثر سلبًا وبشكل كبير على المزروعات والثروة الحيوانية، مما أدى إلى تراجع حاد في المخزون المائي للسدود والينابيع والآبار الجوفية في المنطقة.
يُعد هطول المطر عاملًا حيويًا لزراعة المحاصيل الشتوية البعلية، مثل القمح والشعير والفول والبازلاء، كما أنه يسهم بفعالية في إنبات المراعي الطبيعية، الأمر الذي يخفف بشكل كبير على مربي المواشي أعباء وتكاليف الأعلاف والتبن الباهظة.
مع بداية هطول الأمطار، استأنف المزارعون أعمالهم بنشاط متجدد. ففي وادي اليرموك قرب بلدة كويا بريف درعا الغربي، زرع خالد الصايل خمسة دونمات (يساوي الدونم الواحد 1000 متر مربع) من البازلاء. وأوضح خالد لعنب بلدي أن الأمطار وفرت عليه تكاليف السقاية التي كان سيعتمد فيها على الديزل لري محصوله.
تأتي تجربة خالد في الزراعة مجددًا بعد خسارة فادحة تعرض لها في الموسم السابق نتيجة الصقيع الذي ضرب محصوله في آذار الماضي. ورغم محاولته إعادة زراعة محصول الكوسا، إلا أن الجفاف المبكر لسد “عابدين” أدى إلى خسارته مجددًا.
من جانبه، زرع محمد عبد المولى، وهو أحد مزارعي حوض اليرموك، ما يقارب 15 دونمًا من القمح وعشرة دونمات من الشعير، وينوي زراعة الفاصولياء والكوسا. وقال محمد لعنب بلدي إنه يستبشر بموسم جيد مع بداية هطول المطر، لكن جفاف سد “عابدين” ينغص عليه، إذ من المتوقع أن يمتلئ إذا هطلت كميات كبيرة من المطر. وقدّر محمد خسارته خلال الموسم الماضي جراء الجفاف بـ15 ألف دولار، حيث خسر مواسم الخيار والكوسا والفاصولياء.
وفي ريف درعا الشرقي، زرع أحمد الحريري 1200 دونم من القمح والشعير، وينوي زراعة 50 دونمًا آخر من البطاطا في العروة الشتوية المقبلة. وأبدى أحمد تفاؤله بموسم جيد إذا استمر هطول المطر، خاصة بعد أن خسر موسمه الماضي عندما اضطر لبيع محصول القمح والشعير للمراعي لعدم قدرته على سقاية محاصيله مما أدى إلى جفافها. وقد اتسم فصل الشتاء الماضي بانخفاض كبير في نسب كميات الأمطار، مما أثر سلبًا على المزروعات في المحافظة.
وأضاف أحمد أن هطول المطر يغنيه عن السقاية، وفي حال الاضطرار لذلك، تكون نسبة استهلاك المياه خفيفة بعد هطول كميات وافرة. ويتوقع المزارع أن يحسّن هطول المطر من منسوب الآبار، الذي تراجع في معظم مناطق درعا خلال فصل الصيف الماضي.
وتعرضت سدود عابدين وسحم وتسيل وسد غربي طفس للجفاف مبكرًا لعدم هطول الأمطار الكافية. كما لم تعد بحيرة زيزون وعيون الساخنة وبحيرة المزيريب للجريان، بعد أن كانت تعود خلال فصول الشتاء الماضية ويُستخدم فائض مياهها لتغذية السدود. وتراجع أيضًا منسوب مياه ينابيع عين ذكر والصافوقية والأشعري، التي تُعد مصدرًا رئيسًا لمياه الشرب، ويُستخدم فائضها للزراعة.
أحمد شهاب، وهو مربي مواشٍ، اضطر لبيع 400 رأس من الأغنام بعد جفاف الموسم الماضي وعدم قدرته على شراء الأعلاف. وقال أحمد لعنب بلدي إنه يفكر في شراء الأغنام مجددًا حال نبتت المراعي بعد هطول المطر.
وحول أهمية المراعي، أوضح أنها تخفف من تكلفة التغذية بالعلف والتبن، حيث بلغ سعر كيلو التبن 4500 ليرة سورية (نحو 0.38 دولار أمريكي)، متجاوزًا سعر كيلو الشعير الذي بلغ 3800 ليرة سورية (نحو 0.32 دولار). وأضاف أحمد أن ارتفاع سعر التبن يعود لجفاف الموسم الماضي، إذ لم تصل محاصيل القمح والشعير لمرحلة الحصاد، مشيرًا إلى أن سعر كيلو التبن لم يتجاوز 1000 ليرة سورية (نحو 0.08 دولار) في المواسم السابقة.
وقال إن حركة السوق تجبر بعض المربين على البيع لتوفير ثمن الأعلاف والتبن، مما يفرض عليهم القبول بأسعار متدنية نوعًا ما. وفي حال هطلت الأمطار وكثرت المراعي، يمكن للمربي الاستغناء عن الأعلاف والتبن أو الاقتصاد في استخدامها، وبالتالي قد يتحسن سعر المواشي لأن المعروض يصبح أقل مقارنة بالوقت الحالي.
من جهته، صرح مدير مديرية الصحة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، عبد الحي اليوسف، لعنب بلدي، بأن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على قطاع الثروة الحيوانية منذ بداية العام الحالي، بعد خروجه من حرب دامت 14 عامًا أدت إلى تدهوره وتدميره، وهو قطاع اقتصادي مهم في سوريا. وأشار اليوسف إلى أن وزارة الزراعة، ممثلة بمديرية الصحة والإنتاج الحيواني، تسعى لتطوير هذا القطاع.
وبدأ قطاع تربية المواشي في الجنوب السوري بالتعافي التدريجي بعد عام 2018، لكنه واجه تحديات متمثلة في غلاء مكونات التربية وارتفاع تكاليف الإنتاج. كما أدى ارتفاع سعر اللحوم إلى ذبح إناث المواشي، بما فيها الأبقار، مما أثر سلبًا على حجم القطيع. ووفقًا لإحصائيات دائرة الصحة الحيوانية في درعا، بلغ عدد قطيع الأبقار 43,264 رأسًا، وعدد الغنم 779,139 رأسًا، وعدد الماعز 119,054 رأسًا.
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
سياسة