كفر ناصح بريف حلب: استقرار أمني يخفيه واقع خدمي ومعيشي قاسٍ


هذا الخبر بعنوان "كفر ناصح بريف حلب.. الأمن مستقر والخدمات معدومة" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
على الرغم من مرور سنوات على توقف الأعمال العسكرية في ريف حلب الشمالي، لا تزال قرية كفر ناصح تعيش واقعًا خدميًا ومعيشيًا بالغ الصعوبة. تعتمد القرية بشكل شبه مطلق على الزراعة كمصدر دخل رئيسي، في ظل غياب شبه كامل للبنية التحتية الأساسية.
يُقدر عدد سكان القرية حاليًا بنحو 3500 نسمة، عاد معظمهم إلى منازلهم بعد سنوات طويلة من النزوح. ومع ذلك، لم يتمكن حوالي 5% من الأهالي من العودة بسبب فقدان سكنهم أو تدميره وعدم قدرتهم على إعادة ترميمه.
عودة إلى واقع هش
لم تكن العودة إلى كفر ناصح نهاية للمعاناة، بل بداية لمرحلة جديدة من التحديات اليومية. يوضح نضال العلوش، أحد سكان القرية، أن الأهالي عادوا "رغم غياب الخدمات وفرص العمل، لأن النزوح طال أكثر من تسع سنوات، ولم يعد ممكنًا الاستمرار في المخيمات". ويضيف العلوش أنه عند عودته، وجد منزله مسروقًا ومخربًا، وقام بترميمه على نفقته الخاصة، مؤكدًا أنه "لا توجد في القرية خدمات صحية ولا تعليمية كافية، ولا حتى بلدية تهتم بشؤون النظافة والطرقات".
خدمات أساسية شبه غائبة
التعليم: تسرب قسري
على صعيد التعليم، توجد في القرية مدرستان فقط: ابتدائية حتى الصف السادس، وإعدادية حتى الصف التاسع. يضطر الطلاب لمتابعة المرحلة الثانوية في القرى المجاورة، مما يؤدي إلى تسرب نسبة كبيرة منهم بسبب بعد المسافة، وارتفاع التكاليف، وصعوبة التنقل، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة للأسر.
الصحة: فراغ خطير
لا يوجد في كفر ناصح أي مستوصف أو نقطة طبية أو عيادة. يضطر المرضى والنساء الحوامل والأطفال إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة السكان، خصوصًا في الحالات الطارئة.
الزراعة… العمود الفقري المنهك
يعتمد غالبية سكان كفر ناصح على الزراعة وتربية المواشي كمصدر دخل أساسي. تشمل المحاصيل الرئيسية القمح والشعير والبطاطا والبصل والكمون. غير أن هذا القطاع يعاني من تدهور شديد بسبب قلة الأمطار، وشح المياه، وارتفاع أسعار الأسمدة والبذار، مقابل انخفاض أسعار المنتجات الزراعية عند تسويقها. وفوق ذلك، لا توجد أي مشاريع دعم زراعي، ولا جمعيات، ولا تدخلات لمنظمات إنسانية أو تنموية في القرية.
الوضع الأمني مستقر
في المقابل، يتميز الوضع الأمني في القرية بالاستقرار الكامل، ولا تُسجَّل أي حوادث أو توترات بين الأهالي. يؤكد هذا الاستقرار أن العائق الوحيد أمام الاستقرار الحقيقي هو الواقع الخدمي والاقتصادي المتردي.
أبرز احتياجات القرية
بناءً على ما سبق، يحدد المجلس المحلي وسكان القرية الأولويات العاجلة التالية:
رسالة إلى الجهات المعنية
في الختام، يؤكد محمد عمر عثمان، رئيس المجلس المحلي لقرية كفر ناصح، لموقع سوريا 24، أن القرية "لا تعاني من دمار واسع ولا من مشاكل أمنية، لكنها تعاني من فقر شديد وضعف إنتاج وانعدام خدمات". ويطالب بتوجيه فرق المساعدات الإنسانية والتنموية بشكل عاجل إلى القرية. ويضيف: "الأهالي أعادوا ترميم منازلهم بأنفسهم، لكن لا يمكنهم بناء مستوصف ولا مدرسة ولا شبكة صرف صحي وحدهم. المطلوب تدخل حقيقي وسريع، لا وعود فقط".
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي