جامعة دمشق ومؤسسة "سراج" توقعان مذكرة تعاون لتعزيز الصحافة الاستقصائية وتأهيل الصحفيين السوريين

شهدت دمشق توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة دمشق، ممثلة بكلية الإعلام، ومؤسسة "سراج" للصحافة الاستقصائية في سوريا. تهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون المشترك لتزويد طلاب الكلية بالمعرفة التطبيقية والأدوات الحديثة في مجال الصحافة الاستقصائية وتدقيق الحقائق، بما يتماشى مع المعايير الدولية المعاصرة، وذلك بهدف تأهيلهم لسوق العمل الإعلامي.

وقّع المذكرة عن جامعة دمشق رئيس الجامعة، الدكتور مصطفى صائم الدهر، بينما وقّعها عن مؤسسة "سراج" مديرها العام علي الإبراهيم. وتستهدف هذه المذكرة دعم الجيل الجديد من الصحفيين السوريين، من خلال نقل الخبرات المهنية وتطوير المهارات العملية في مجالات التحقيق الاستقصائي، والتوثيق والتحليل الرقمي. كما تسعى إلى تأهيل الطلاب لسوق العمل الإعلامي وتعزيز ثقافة الصحافة القائمة على المساءلة والشفافية، بما يواكب المعايير الدولية الحديثة في الصحافة الاستقصائية وتدقيق الحقائق.

تركز المذكرة على تطوير مهارات طلاب كلية الإعلام في مجالات الصحافة الحديثة، خاصة الصحافة الاستقصائية وتدقيق الحقائق. وتتضمن تنفيذ برامج تدريبية وتطبيقية مجانية، تشمل ورشات عمل سنوية منتظمة حول إنتاج التحقيقات الاستقصائية، ومنهجيات التحقق من المعلومات، وأدوات التحليل الرقمي والمصادر المفتوحة. يشرف على هذه البرامج مدربون معتمدون من مؤسسة "سراج" يتمتعون بخبرة عملية إقليمية ودولية.

كما تشمل المذكرة تنظيم محاضرات مفتوحة تتناول منهجيات وتوجهات الصحافة الاستقصائية الحديثة، ومحاضرات تعريفية تمهيدية بأسس الصحافة الاستقصائية قبل التخصص الأكاديمي. وتوفر المذكرة برنامج زمالات مهنية مشتركة، حيث تمنح مؤسسة "سراج" زمالة مهنية لمدة ستة أشهر لعدد من الطلاب المتفوقين، لتمكينهم من العمل ضمن فرق تحقيق حقيقية تحت إشرافها، مما يكسبهم خبرة عملية مباشرة تؤهلهم لدخول سوق العمل الإعلامي.

وفي تصريح لوكالة سانا، أكد عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، الدكتور خالد زعرور، أن المذكرة تجدد سنوياً. وأوضح أن أهميتها تكمن في توفير تدريب عملي متكامل للطلاب لمدة ستة أشهر في مجال الصحافة الاستقصائية. وأشار الدكتور زعرور إلى أن مؤسسة "سراج" متخصصة في الصحافة الاستقصائية ومقرها في بريطانيا، وتتمتع بخبرات عملية واسعة في هذا المجال، حيث قامت بتحقيقات استقصائية اعتمدت في مجلس الأمن، وساهمت في فرض العقوبات على النظام البائد وكشفت الحقائق بأسلوب استقصائي منهجي ومتميز. كما لفت إلى أن هذه التدريبات ستكون مجانية بالكامل للطلاب، مع وجود خطط مستقبلية لتدريب الكوادر التعليمية والإدارية في الكلية، وتوفير تدريب خاص للخريجين الذين لم يحصلوا على تدريب عملي في السنوات الماضية.

من جانبه، بيّن علي الإبراهيم أن "سراج" تعد أول ووحيدة وحدة للتحقيقات الاستقصائية في سوريا حالياً. وأكد أن هدف المؤسسة هو سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي الجامعي وسوق العمل العملي، والتعاون لتأهيل جيل جديد من الصحفيين الاستقصائيين لسد النقص في هذا المجال. وتشمل البرامج التدريب النظري على أساسيات الصحافة الاستقصائية، والمصادر المفتوحة، والذكاء الصناعي، وتدقيق المعلومات، بالإضافة إلى التدريب العملي والمحاضرات التي تمكّن الطلاب من امتلاك الأدوات والمهارات الأساسية.

يُذكر أن الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية – "سراج" هي مؤسسة رائدة في نشر صحافة الاستقصاء في سوريا، تأسست عام 2016، ولديها فروع في عدة دول أوروبية. وهي عضو في الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية GIJN ومؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد OCCRP. تتعاون "سراج" مع وسائل الإعلام المحلية والدولية لزيادة تأثير تحقيقاتها الاستقصائية وضمان وصول نتائجها إلى جمهور واسع، وقد حققت في قضايا فساد، وتحايل على العقوبات الدولية، وحقوق الإنسان التي تخص السوريين داخل وخارج البلاد.