الحجر الأسود: أزمة خدمية خانقة تهدد الصحة العامة وسط عجز بلدي وتراكم للنفايات وانقطاع للكهرباء


هذا الخبر بعنوان "الحجر الأسود تختنق بالنفايات.. أزمة خدمية متفاقمة وبلدية عاجزة عن الاستجابة" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تعيش مدينة الحجر الأسود، الواقعة جنوب دمشق، أوضاعاً خدمية كارثية تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث تتكدس النفايات في الشوارع، وتُترك ريغارات الصرف الصحي مفتوحة، فيما تنقطع الكهرباء عن أحياء بأكملها منذ أيام. هذه الأوضاع دفعت السكان لتقديم شكاوى متزايدة، في حين أقرت بلدية المدينة بعجزها عن تقديم الخدمات اللازمة بسبب نقص الآليات وضعف الإمكانيات، ما يضع السلامة الصحية والبيئية لعشرات الآلاف من القاطنين على المحك.
مشهد يومي للنفايات والإهمال
في جولة داخل أحياء الحجر الأسود، يظهر تراكم أكوام القمامة بشكل لافت في الشوارع الرئيسية والفرعية. تتكدس النفايات خصوصاً في محيط مدرسة الحجر الأسود الثالثة، وحي تشرين، ومنطقة الاستيراد قرب ثانوية مثقال، بالإضافة إلى محيط جامع إبراهيم الخليل، حيث تحولت هذه المواقع إلى مكبات مفتوحة. ولا تقتصر المشكلة على القمامة فحسب، بل يشكو الأهالي أيضاً من ريغارات صرف صحي مكشوفة، ما يزيد من المخاطر الصحية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
تصف أمل، إحدى سكان الحجر الأسود، الوضع لسوريا 24 قائلة: "الوضع الخدمي في مدينة الحجر الأسود سيء للغاية، فالنفايات تنتشر في مختلف أحيائها. محيط مدرسة الحجر الأسود الثالثة يشهد تراكماً كبيراً للقمامة، وكذلك حي تشرين، إضافة إلى الأطراف الجنوبية للمدينة قرب جامع إبراهيم الخليل، حيث تحولت هذه المواقع إلى مكبات مفتوحة." وأضافت أمل أن ريغارات الصرف الصحي المكشوفة تزيد من المخاطر الصحية، مشيرة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة منذ عشرة أيام متواصلة، دون أي استجابة من الجهات المعنية، متسائلة عن غياب الحلول رغم الشكاوى المتكررة.
البلدية تعترف بالعجز
من جانبه، أقر أبو بكر بركات، رئيس بلدية الحجر الأسود، في حديثه لسوريا 24، بتردي الواقع الخدمي. وأكد أن مشكلة القمامة ليست حكراً على المدينة، بل هي أزمة عامة في المنطقة، إلا أن وضع الحجر الأسود أكثر صعوبة بسبب الإمكانيات المحدودة. وصرح بركات: "ما عنا آليات، نملك سيارة واحدة فقط لا تكفي لمدينة كاملة، وهذا سبب تراكم النفايات رغم العمل بشكل يومي."
وأوضح رئيس البلدية أن تراكم القمامة ازداد خلال العشرين يوماً الماضية نتيجة الخلافات المتعلقة بالمكبات، ما حال دون ترحيل النفايات خارج المدينة. وأضاف أن المشكلة لا تقتصر على الحجر الأسود فقط، بل تشمل صحنايا، والكسوة، وجرمانا، إلا أن غياب الآليات في الحجر الأسود يجعل الأزمة أكثر حدة.
مدينة بلا بنية خدمية كافية
أشار رئيس البلدية إلى أن عدد سكان الحجر الأسود اليوم يقدر بنحو 50 ألف نسمة، وهو رقم كبير لا يتناسب مع البنية التحتية الحالية ولا مع إمكانيات مجلس المدينة. لفت بركات إلى أن المجلس حديث التشكيل مقارنة ببلديات أخرى كانت قائمة منذ سنوات طويلة. وأضاف أن البلدية تعاني أيضاً من نقص الكوادر، إذ إن عدداً من عمال المجلس ما زالوا منتدبين خارج المدينة، ما يضاعف من حجم المعاناة ويعيق تحسين الواقع الخدمي.
الردم والآليات… أزمة إضافية
وبين بركات أن مشكلة الردم ما تزال قائمة، إذ لم ترسل أي آليات لإزالته حتى الآن. مؤكداً أن بلدية الحجر الأسود لا تملك سوى ضاغطة واحدة للنفايات وجرار دون مقطورة، ولا تمتلك أي آلية أخرى أو سيارات مساندة، الأمر الذي يجعل الاستجابة للشكاوى شبه مستحيلة.
وفي ختام حديثه، طالب رئيس بلدية الحجر الأسود محافظة ريف دمشق بالتدخل العاجل لتخديم المدينة، مشيراً إلى أنه قدم عدة طلبات رسمية عبر قنوات مختلفة، سواء بشكل مباشر أو عبر قيادة المنطقة. وأكد تلقي وعود بتحسين الواقع الخدمي مع بداية العام الجديد، دون أن يطرأ أي تغيير ملموس حتى الآن. وبين شكاوى الأهالي واعتراف البلدية بالعجز، تبقى مدينة الحجر الأسود عالقة في أزمة خدمية مفتوحة، تهدد الصحة العامة وتكشف هشاشة البنية الخدمية في المدينة، وسط مطالبات متزايدة بتدخل عاجل من الجهات المعنية قبل تفاقم الأوضاع بشكل أكبر.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي