الليرة السورية الجديدة تثير جدلاً: تصاميم زراعية تحل محل رموز النظام وتساؤلات حول دلالة النجمة الثمانية

أطلقت سوريا رسمياً أمس عملتها الجديدة في أجواء احتفالية، بحضور الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وحاكم المصرف المركزي عبد القادر حصرية وعدد من الوزراء. تم الكشف عن ستة إصدارات لليرة الجديدة، التي تباينت آراء الشارع السوري حول تصاميمها.

شملت التصاميم الجديدة فئات "10-25-50-100-200-500 ليرة"، ومن المقرر أن يبدأ التعامل بها اعتباراً من الأول من كانون الثاني 2026. وقد حددت مهلة لاستبدال العملة القديمة خلال 90 يوماً قابلة للتمديد، وسيتم خلال هذه الفترة التعامل بالعملتين القديمة والجديدة.

الرئيس الشرع يوضح فلسفة التصاميم الجديدة

في كلمة له عقب إعلان العملة الجديدة، أوضح الرئيس الشرع أن التصاميم الجديدة انطلقت من مبدأ المقايضة الذي كان الأصل في التعاملات سابقاً، قبل الانتقال إلى العملات الورقية. وأشار إلى أن التصميم ابتعد عن النمطية المتمثلة في تقديس الأشخاص ووضع صورهم على العملة، وركز بدلاً من ذلك على رموز طبيعية واقتصادية تعبر عن الجغرافيا السورية.

تضمنت تصاميم فئات العملة الجديدة صوراً لمنتجات زراعية سورية مثل التوت والورد والقطن والزيتون والبرتقال، بالإضافة إلى طيور كالدوري والسنونو ورموز طبيعية كأصداف البحر.

تباين في آراء الشارع السوري

اختلفت آراء السوريين حول تصاميم العملة الجديدة بشكل كبير. فقد رأى البعض أنها عصرية ومناسبة للمرحلة الراهنة، وأشادوا بإزالتها لرموز النظام السابق التي كانت مفروضة على السوريين في فئات الليرة القديمة.

في المقابل، انتقد آخرون ألوان العملة الجديدة والتصاميم المرافقة لها. واستعاد كثيرون ذكرى فئة الـ 500 ليرة القديمة التي صدرت عام 1958، والتي حملت صورة الأميرة الكنعانية ملقارت، واعتبروها من أجمل إصدارات العملة السورية بفضل تفاصيلها الفنية.

انتقادات وآراء الخبراء والفنانين

انتقد الخطاط وفنان الغرافيك السوري منير الشعراني شكل العملة الجديدة، معتبراً أنه للوهلة الأولى ظنّها لصاقات لزجاجات مرطبات وعصائر، أو إعلاناً لنوع من الآيس كريم، ولم تنجح النظرة الأولى في إقناعه بأن ما يراه ليس مزحة فيسبوكية.

على النقيض من ذلك، نظم السياسي حسن الدغيم أبياتاً شعرية في مديح العملة الجديدة. بينما تساءل الممثل عدنان أبو الشامات عن معنى رمز النجمة الثمانيّة الموجود على كافة فئات العملة الجديدة. توالت الردود على منشوره بأنها "النجمة السلجوقية"، علماً أن المصرف المركزي لم يقدم تفسيراً لاعتمادها في أوراق الليرة السورية.

الباحث في الشؤون التاريخية علاء تلجبيني استعاد ذكرى الإصدارات الأولى للمصرف المركزي في نهاية الخمسينيات، واعتبر أن أول حاكم للمصرف المركزي عزت طرابلسي كان "ذواقاً"، في إشارة منه إلى حسن اختيار تصاميم الليرة حينها.

تعليقات ساخرة وسياق الإصدار

لم يخلُ الجدل من تعليقات ساخرة، حيث اعتبر البعض أن العملة الجديدة "نباتية" وتساءل آخرون إن كانت دائمة أم موسمية، فيما وصفها معلّقون بأنها قادمة من كوكب "زمردة"، ونصح متابعون بادّخارها في البرّاد للحفاظ على النباتات.

يُذكر أن العملة الجديدة جاءت بعد قرار حذف صفرين من العملة القديمة، بحيث تعادل كل ليرة سورية جديدة 100 ليرة قديمة. ومن المتوقع أن يطرح المصرف المركزي فئات أخرى من العملة الجديدة في وقت لاحق بهدف تسهيل التعاملات اليومية.