نساء حلب في طليعة مواجهة التغير المناخي بسوريا: مبادرات علمية وميدانية لتمكين القيادة البيئية


هذا الخبر بعنوان "حلب: نساء في صدارة المواجهة مع التغير المناخي في سوريا" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في خضم التحديات البيئية والمناخية المتزايدة التي تشهدها سوريا، يبرز دور المرأة كعنصر أساسي في صياغة استجابات مجتمعية وعلمية فعالة، سواء من خلال البحث الأكاديمي أو عبر المبادرات الميدانية. وقد تجلى هذا الدور بوضوح في ندوة علمية استضافتها جامعة حلب، تزامنت مع برنامج تدريبي تطبيقي يهدف إلى تمكين النساء في مجال القيادة البيئية، وذلك في إطار سعي لربط المعرفة العلمية بالعمل المجتمعي المستدام.
نظم البرنامج السوري للتغير المناخي (SPCC)، بالتعاون مع جامعة حلب، ندوة علمية تحت عنوان "سوريا في مواجهة التغير المناخي". شارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، وحضرها طلاب من الكليات المعنية بالبيئة والهندسة والزراعة. وقد ركزت الندوة على تسليط الضوء على واقع التغير المناخي في سوريا، وتداعياته المتفاقمة على قطاعات حيوية مثل الزراعة والموارد الطبيعية والبيئة العمرانية، خاصة في ظل تفاقم آثار الجفاف وتراجع الإنتاج الزراعي وتدهور النظم البيئية.
أوضحت المهندسة هبة إبراهيم، منسقة الندوة وإحدى المتدربات ضمن برامج SPCC، لـ "سوريا 24" أن الهدف من الندوة هو "تسليط الضوء على التحديات البيئية والمناخية المتزايدة التي تواجه سوريا، وانعكاساتها على قطاعات حيوية كالزراعة والموارد الطبيعية والبيئة العمرانية، إضافة إلى مناقشة دور البحث العلمي والجامعات في تطوير حلول مستدامة قائمة على المعرفة العلمية". وتضمنت الندوة مداخلات علمية تناولت محاور ذات صلة بالواقع السوري، منها العمارة المستدامة والتكيف العمراني مع التغير المناخي، وتقييم الأثر البيئي كأداة للتخطيط المستدام، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية على الزراعة والأمن الغذائي، وقضايا تلوث التربة والبيئة.
من جانبه، صرح البرنامج السوري للتغير المناخي (SPCC) لـ "سوريا 24" بأن "تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار التزام البرنامج بدعم الحوار العلمي حول قضايا التغير المناخي في سوريا، وتعزيز الشراكة مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، بوصفها ركائز أساسية في إنتاج المعرفة البيئية، وتمكين الطلبة والباحثين من الإسهام في صياغة حلول مستدامة تستند إلى العلم وتخدم واقعنا البيئي".
تُعد هذه الفعالية خطوة مهمة ضمن مسار أوسع لتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبرامج البيئية المتخصصة، وربط البحث العلمي بالاحتياجات البيئية والتنموية. ويهدف ذلك إلى بناء قاعدة معرفية تدعم مسارات التنمية المستدامة في سوريا، وترفع مستوى الوعي المناخي داخل الأوساط الجامعية.
بالتوازي مع الجانب الأكاديمي، نفذ البرنامج السوري للتغير المناخي مشروعًا تطبيقيًا بعنوان "تمكين النساء في القيادة البيئية والتوعية المجتمعية حول النظافة العامة وفرز النفايات". يندرج هذا المشروع ضمن جهود البرنامج لتعزيز دور المرأة في مواجهة التحديات البيئية والمناخية على المستوى المجتمعي. ويهدف التدريب إلى زيادة مشاركة النساء في قيادة المبادرات البيئية، ورفع مستوى الوعي بالنظافة العامة، وحماية المرافق العامة، وفرز النفايات من المصدر، مما يسهم في الحد من التلوث وترسيخ السلوك البيئي الإيجابي.
استهدف التدريب سيدات من المجتمع المحلي، خاصة الشابات والناشطات في العمل المجتمعي والمهتمات بالعمل البيئي. وقد تم إشراكهن بشكل مباشر في تنفيذ حملات ميدانية، حيث قمن بدور القائدات والميسرات للتوعية. امتد البرنامج على مدار 12 يومًا، متضمنًا تدريبًا تطبيقيًا وتراكميًا، وتزامن مع تنفيذ أربع حملات بيئية مجتمعية بين شهري أيلول وكانون الأول 2025، جامعًا بين التدريب النظري والتطبيق العملي في الميدان.
شملت محاور التدريب مفاهيم أساسية في الوعي البيئي والتغير المناخي، وأهمية النظافة العامة وحماية المرافق المجتمعية، ومبادئ فرز النفايات من المصدر وأثرها البيئي والصحي. كما تضمنت مهارات التواصل المجتمعي وإدارة جلسات الحوار، والقيادة النسائية في العمل البيئي، واستخدام أدوات توعوية مبتكرة مثل الجداريات والوسائل الرقمية ورموز QR.
تم تطبيق مخرجات التدريب عبر أربع حملات ميدانية شملت: حملة تنظيف في شارع رودي شان، وحملة توعية من خلال جلسات حوارية في حديقة الرازي، وحملة رسم جدارية توعوية بيئية في الحديقة ذاتها، بالإضافة إلى حملة توعية في جامعة حلب حول فرز النفايات. شاركت المتدربات في تنفيذ هذه الأنشطة كعاملات مياومات، الأمر الذي عزز شعورهن بالمسؤولية المجتمعية، ومنحهن خبرة عملية مباشرة، إلى جانب توفير شكل من أشكال التمكين الاقتصادي المؤقت.
تبرز أهمية هذه التدريبات في كونها تسهم في بناء القدرات القيادية للنساء في مجال الوعي البيئي والتغير المناخي، وتعزز ثقتهن بأنفسهن كفاعلات أساسيات في التغيير المجتمعي. كما تمكن النساء من نقل المعرفة البيئية إلى محيطهن الاجتماعي، وتحولهن من متلقيات للتوعية إلى صانعات للأثر والتغيير المستدام، في مواجهة واحدة من أخطر التحديات التي تواجه سوريا اليوم.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي