تصعيد إسرائيلي خطير في القنيطرة: توغلات عسكرية واعتقالات مدنيين وخرق لاتفاق فض الاشتباك

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في مناطق الجنوب السوري، وتحديداً في ريف القنيطرة الجنوبي، في خرق جديد للاتفاقات الدولية. نفذت القوات صباح اليوم الخميس، عدة عمليات توغل ترافقت مع اعتداءات على المدنيين واعتقالات، ما يعكس استمرارية السياسات العدوانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال في المنطقة.

وبحسب وكالة الأنباء السورية ومصادر ميدانية، دخلت تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى محيط قرية العشة بريف القنيطرة الجنوبي. وأفادت المصادر أنه تم إطلاق النار على أحد رعاة الأغنام في المنطقة قبل أن تقتحم القوات الإسرائيلية القرية وتعتقله.

تزامنت هذه التحركات مع تحرك آخر لقوة عسكرية مؤلفة من أربع مركبات، شملت سيارات همر وهايلكس، انطلقت من تل الأحمر الغربي باتجاه قرية عين الزيوان، حيث أقامت حاجزاً مؤقتاً يفصل بين القرية وبلدة كودنة. وفي نفس الوقت، شهدت المنطقة تحركات واسعة لقوات الاحتلال، حيث تحرك رتل عسكري يتكون من نحو 100 جندي من تل الأحمر الغربي باتجاه تل الأحمر الشرقي، بالتوازي مع تحليق الطائرات المسيرة الإسرائيلية في سماء المنطقة خلال عملية التوغل المذكورة.

تأتي هذه التحركات في إطار سياسة الاحتلال المستمرة بخرق اتفاق فض الاشتباك المبرم عام 1974م بين سوريا وإسرائيل آنذاك. وتجدد سوريا مطالبتها للمجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، ولا سيما بعد سقوط النظام السابق. وأكدت الحكومة السورية أن جميع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال في الجنوب السوري تعتبر باطلة ولاغية ولا تترتب عليها أي آثار قانونية وفقًا للقانون الدولي.

وكانت سوريا قد دعت مراراً وتكراراً إلى ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالجولان السوري المحتل، محذرة من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة. وفي سياق متصل، صادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس الأربعاء، على قرار يقضي بتجديد تفويض قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل لمدة ستة أشهر، دون أي تعليق واضح أو ردع مباشر للانتهاكات الإسرائيلية على الدولة السورية.