تركيا تشدد على مبدأ "دولة واحدة وجيش واحد" في سوريا وتدعم دمشق ضد مطالب "قسد"


هذا الخبر بعنوان "تركيا تصر على “دولة واحدة.. جيش واحد” في سوريا" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
صرح مستشار العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع التركية، العميد زكي أكتورك، خلال الاجتماع الإعلامي الأسبوعي للوزارة يوم الأربعاء 31 من كانون الأول، بأن أنقرة تتابع عن كثب مسار الاندماج في سوريا، متمسكة بمبدأ "دولة واحدة وجيش واحد". وأوضح أكتورك، وفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول"، أن الوزارة تواصل تعاونها مع الحكومة السورية ضمن هذا الإطار، مؤكدًا أن تركيا ستقدم الدعم لأي خطوة تتخذها دمشق بهدف تعزيز وحدة البلاد وسلامة أراضيها.
وفي سياق التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا، لفت أكتورك إلى أن إصرار "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على المطالبة باللامركزية والفدرالية، وامتناعها عن اتخاذ خطوات للاندماج مع السلطات المركزية، يهدد وحدة واستقرار سوريا. وشدد أكتورك على أن تركيا تراقب هذه العملية عن كثب، مؤكدًا أن أي مبادرة من الحكومة السورية لتعزيز التوحيد ستلقى دعمًا تركيًا.
جاءت تصريحات أكتورك عقب لقاء جمع وزير الدفاع التركي يشار غولر بوفد من وزارة الدفاع السورية، ترأسه اللواء علي النعسان رئيس هيئة الأركان العامة، في العاصمة التركية أنقرة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول مخرجات وموضوعات الاجتماع.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد هددت "قسد" في مناسبات متعددة بأنها ستتخذ إجراءات تصعيدية ضدها في حال عدم التزامها بتطبيق اتفاق 10 آذار والاندماج في المؤسسات العسكرية والأمنية السورية. وفي سياق متصل، طالب وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في 11 من تشرين الأول الماضي، "حزب العمال الكردستاني" وتفرعاته، وخاصة في سوريا، بوقف ما وصفها بـ"أنشطته الإرهابية". وأكد غولر حينها على ضرورة أن يوقف "حزب العمال الكردستاني" وجميع المجموعات التابعة له أنشطتهم الإرهابية فورًا، وأن تسلم جميع امتداداته التي تعمل تحت مسميات مختلفة وفي مناطق جغرافية متعددة، وخاصة في سوريا، أسلحتها فورًا ودون قيد أو شرط.
من جانبه، صرح رئيس حزب "الحركة القومية التركي" (MHP) دولت بهجلي اليوم، بأن ترسيخ الانسجام الداخلي والسلام والاستقرار في سوريا، من خلال إنهاء حالة "الضبابية"، يمثل مسألة حياة أو موت. ودعا "قسد" إلى الانخراط في اتفاق 10 آذار بدلًا من الاستمرار في ما وصفه بـ"أدوار تخدم أجندات خارجية".
وفي رسالة سياسية، رأى بهجلي أن بقاء "قسد" خارج مسار التفاهمات السورية يضر بأمن المنطقة، محذرًا من أن أي خطوات تهدد أمن تركيا ودول الجوار ستكون لها "عواقب وخيمة" على المسؤولين عنها. وأكد رئيس الحركة القومية أن تركيا لا تسعى لمزيد من الصراعات، بل إلى بناء علاقات مستقرة قائمة على السلام والاندماج، مشيرًا إلى أن عام 2025 شهد تقدمًا في مسار "تركيا بلا إرهاب"، بالانتقال من الشعارات إلى خطوات عملية.
ومن المفترض أن مهلة اتفاق 10 آذار تنتهي اليوم الأربعاء 31 من كانون الأول، لكن بنود الاتفاق لم تُطبق بالكامل حتى الآن. ولا يزال مصيره غير معروف حتى لحظة تحرير هذا الخبر، حيث لم ينشر أي من طرفي الاتفاق أية تفاصيل بخصوص مستقبل المفاوضات.
وكانت "قسد" قد أعلنت تأجيل زيارة قائدها "مظلوم عبدي" التي كانت مقررة إلى دمشق في 29 من كانون الأول، وذلك لأسباب فنية ولوجستية.
وكشف مصدر في وزارة الإعلام، فضل عدم نشر اسمه لعدم تخويله بالتصريح لوسائل الإعلام، لـ"عنب بلدي" في 28 من كانون الأول، أن وزارة الدفاع السورية قدمت مؤخرًا مقترحًا رسميًا لـ"قسد". يستند هذا المقترح إلى روح اتفاق 10 آذار، ويأخذ بعين الاعتبار خصوصيتها التنظيمية، من خلال منحها فرصة للاندماج التدريجي في هيكلية الجيش السوري، وقد اطلع الجانب الأمريكي على هذا المقترح أيضًا.
ووفقًا للمصدر ذاته، رفضت "قسد" مقترح الحكومة السورية، وقدمت مقترحًا بديلًا في 22 من كانون الأول الحالي، يقضي بتشكيل ثلاثة ألوية منفصلة: لمكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، وللمرأة.
واعتبر المصدر أن هذا الرد يعكس رغبة "قسد" في الحفاظ على استقلالية تنظيمية خارج إطار الجيش السوري، وهو ما يتعارض مع جوهر اتفاق 10 آذار. وتدرس الحكومة السورية حاليًا هذا المقترح بالإضافة إلى بعض المسائل المرتبطة بالملف.
وكشف المصدر لـ"عنب بلدي" عن احتمال عقد اجتماع مرتقب بين دمشق و"قسد"، لكن النقاش خلال هذا الاجتماع سيركز على المقترح السوري أولًا، وليس على مقترح "قسد".
سياسة
سوريا محلي
سياسة
سياسة