مستقبل اتفاق 10 آذار: دمشق وقسد أمام خيارات التمديد أو التصعيد في ظل ضغوط دولية


هذا الخبر بعنوان "اتفاق 10 آذار على المحك: تمديد مرتقب أم تصعيد محسوب؟" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
مع اقتراب الموعد النهائي لاتفاق العاشر من آذار، تدخل العلاقة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مرحلة مفصلية وحاسمة. يأتي ذلك في ظل غياب أي خطوات تنفيذية ملموسة للاتفاق، وتزايد الضغوط الدولية، خصوصاً من واشنطن، التي تسعى لدفع الطرفين نحو إنجاز التفاهمات قبل نهاية العام الجاري. تشير التقديرات السياسية إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً مكثفة على «قسد» بهدف توقيع الاتفاق والإعلان عنه رسمياً بحلول نهاية كانون الأول، في محاولة لتجنب انهياره والدخول في مرحلة من عدم الاستقرار الأوسع نطاقاً في الجزيرة السورية.
بنود الاتفاق: دمج عسكري وأمني معقد
يتضمن اتفاق 10 آذار مجموعة من التفاهمات الحساسة، أبرزها آليات دمج ما يقارب 90 ألف عنصر من «قسد» وقوات الأمن الداخلي "الأسايش" ضمن وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين. كما ينص الاتفاق على تخصيص ثلاث فرق عسكرية تابعة لوزارة الدفاع السورية، تتمركز في الرقة ودير الزور والحسكة، وتضم مقاتلين من «قسد». ومع ذلك، ما تزال هذه البنود تواجه تعقيدات سياسية وأمنية ولوجستية كبيرة، تتعلق بهيكلية القيادة، وسلاسل الأوامر، وملفات النفط والحدود، بالإضافة إلى تباين الرؤى حول طبيعة اللامركزية ومستقبل الإدارة الذاتية.
دمشق تشكك بالالتزام
قبل أيام، أبدت وزارة الخارجية السورية تشككاً واضحاً في جدية «قسد» بتنفيذ الاتفاق، مؤكدة أن التصريحات الصادرة عن قيادتها بشأن الاندماج ووحدة الأراضي السورية ما تزال في إطارها النظري، ولم تُترجم إلى خطوات عملية أو جداول زمنية واضحة. هذا الأمر يثير تساؤلات حول الالتزام الفعلي باتفاق العاشر من آذار. يعكس هذا الموقف تنامي فجوة الثقة بين الطرفين، ويضع الاتفاق أمام اختبار حقيقي مع انتهاء مهلة تطبيقه.
احتقان عشائري قابل للانفجار
بالتوازي مع المسار السياسي المتعثر، تعود العلاقة المتوترة بين «قسد» والعشائر العربية إلى الواجهة، وسط حالة احتقان شعبي متصاعدة في عدد من مناطق الجزيرة السورية، ولا سيما في دير الزور وأريافها. وتحذر التقديرات من أن هذا الاحتقان قد ينفجر في أي لحظة، في حال فشل الاتفاق أو تأجيله دون معالجات حقيقية.
سيناريوهان أساسيان
يرى الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور سمير العبد الله، في حديث لمنصة سوريا 24، أن جميع الخيارات ما تزال مفتوحة مع اقتراب انتهاء المهلة، إلا أنه يرجّح سيناريوهين أساسيين:
مسار مركّب لا حسم سريع
من جهته، يطرح الباحث في مركز الحوار للدراسات نورس عبد الله مجموعة أوسع من السيناريوهات مع انتهاء مدة اتفاق آذار. تبدأ هذه السيناريوهات بإمكانية تطبيق الاندماج التدريجي وفق الاتفاق، مروراً بخيار الحسم العسكري الواسع بالشراكة مع تركيا، وصولاً إلى سيناريو الجمود أو "اللا حسم"، عبر تمديد اتفاق 10 آذار كإطار مؤقت لإدارة الخلافات. ويعتبر عبد الله، في حديث لمنصة سوريا 24، أن جميع هذه السيناريوهات محتملة، إلا أن الأرجح هو الدخول في حالة مركّبة، تتداخل فيها أدوات الاندماج الجزئي مع الضغط السياسي والأمني، وقد تتطور إلى تقدّم مرحلي في مناطق محددة. ويرجّح أن يشهد العام المقبل تصعيداً عسكرياً مدروساً يترافق مع مفاوضات وتطبيق جزئي لبعض بنود الاتفاق، بانتظار تغيّر الظروف باتجاه حسم نهائي، سواء عبر توافق سياسي شامل أو تصعيد واسع.
مفترق طرق حاسم
مع اقتراب انتهاء مهلة اتفاق 10 آذار، تبدو الساحة السورية أمام مفترق طرق حاسم، تتداخل فيه الحسابات المحلية والإقليمية والدولية. وبين خيار التمديد المؤقت لتفادي الانفجار، أو التصعيد المحدود للضغط وتحسين شروط التفاوض، يبقى مصير الاتفاق مرهوناً بمدى استعداد الأطراف للانتقال من التصريحات إلى التنفيذ، في واحدة من أكثر الملفات حساسية في المشهد السوري الراهن.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة