الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 02:40 AM

أسطول كسر الحصار يقترب من غزة: نداء أخير للعالم لكسر الصمت

أسطول كسر الحصار يقترب من غزة: نداء أخير للعالم لكسر الصمت

على متن أسطول كسر الحصار المتجه إلى غزة، نعيش اليوم الأخير قبل الوصول، حيث تفصلنا 360 كلم فقط عن غزة. المسافة تبدو قصيرة، لكنها طويلة بالنظر إلى المآسي والمجاعة والصمت الدولي الذي يحيط بها. اليوم الأخير يمثل دائماً امتحاناً حقيقياً.

نتوقع أن تقوم قوات من الفرقة 13 المدربة خصيصاً باعتراضنا هذه الليلة. هذا ليس جديداً على إسرائيل، التي تعيد تكرار نفس السيناريو: بحر، قوارب صغيرة، جنود مقنعون، ثم اعتقال يوصف بأنه "قانوني".

السفن الحربية الإيطالية والإسبانية واليونانية والتركية التي رافقتنا أعلنت بوضوح أنها لن تشارك في كسر الحصار، وأنها ستنتظر ما بعد وقوع الكارثة. لقد صرحت بعبارات واضحة: «لن نكسر الحصار معكم. إذا وقعت مواجهة، سنتدخل لاحقاً». بمعنى آخر، ستكون شاهدة على الأحداث، وتسجل ملاحظات مؤسفة، وتقدم التعازي. هذه هي الأخلاق الدولية والإنسانية المتأخرة.

سيتم نقلنا إلى ميناء أشدود، حيث سيُطلب منا التوقيع على إقرار بأننا دخلنا إسرائيل بطريقة غير شرعية. هذا تحريف للواقع، فنحن لم نتوجه إلى إسرائيل أصلاً، بل إلى غزة. ما يحدث هو قرصنة في المياه الدولية، ولكن يتم إعادة تعريفها، كما يتم إعادة تعريف كل شيء عندما تختلط المعايير.

نعلم أيضاً أن الاتصال بالعالم الخارجي سيُقطع، في محاولة لخلق فراغ في الذاكرة: إذا لم يُسمع صوتنا، فكأن شيئاً لم يحدث.

هنا يأتي دوركم: أن تكونوا أنتم صوتنا. أن تطالبوا بكسر الحصار، وأن تضغطوا من أجل إطلاق سراحنا، وأن تذكروا الحكومات بقضيتنا.

هذه ليست معركة غزة وحدها، بل هي معركتكم أيضاً، والتي ستبدأ هذه الليلة.

لا تنتظروا منا البطولة الكاملة، فنحن مجرد بشر نبحر بقوارب صغيرة. لكننا نواجه منظومة مسلحة بكل شيء، إلا بالضمير.

لذلك، حافظوا على غضبكم، ولا تجهدوا صوتكم بالصراخ ولا تبددوا الغضب بالشتائم؛ بل اجعلوه طاقة منظمة للمطالبة بإطلاق سراحنا وكسر الحصار.

في الختام: إن لم نصل إلى غزة، فلتصلوا أنتم بصوتكم. إن لم نستطع كسر الحصار عملياً، فلتكسروه أنتم معنوياً وسياسياً وإنسانياً.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: