السبت, 22 نوفمبر 2025 12:29 PM

أطفال سوريا يرسمون مستقبلهم: أحلامهم تتحقق على مقاعد الوزراء

أطفال سوريا يرسمون مستقبلهم: أحلامهم تتحقق على مقاعد الوزراء

لم يكن الاحتفال باليوم العالمي للطفل مجرد مناسبة عابرة لأطفال سوريين، يحملون على عاتقهم إرثاً كبيراً. بل كانت لحظة استثنائية تجسدت عندما استقبل الرئيس أحمد الشرع والسيدة لطيفة الدروبي أبناء الشهداء، مانحين إياهم فرصة للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم. جلس الأطفال لا كضيوف، بل كوزراء صغار، متحدثين بثقة عن مستقبل وطن يتجاوز الألم والجراح.

في فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، دخل الأطفال القاعة بحماس، للقاء الرئيس وعقيلته، الذين استقبلوهم بحفاوة. السيدة الدروبي رحبت بهم قائلة: "أهلاً وسهلاً بكم الوزراء الصغار"، وهي عبارة عكست شعوراً بالانتماء والأهمية.

الرئيس الشرع رحب بهم بكلمات معبرة، مؤكداً أن تضحيات آبائهم هي أساس ما وصلت إليه البلاد، وأنهم شركاء في بناء الوطن. وأشار إلى أن الثورة حولت الألم إلى قوة، وأن المستقبل الذي يحلمون به ليس بعيد المنال.

أحلام بحجم وطن

لم يكن اللقاء تقليدياً، بل جلس كل طفل في مقعده الوزاري، مقدماً رؤيته وكأنه في اجتماع حكومي. تحدث أحدهم عن تطوير التعليم، وتمنى آخر برامج لحماية الفقراء، فيما عبر ثالث عن أمله في ثقافة تحتفي بجمال سوريا. طفلة أخرى شرحت كيف يمكن لوزارة الخدمات العامة تجميل المدن، وتحدث آخر عن الدفاع والأمن من منظور طفل يقدر قيمة الأمان.

كانت كلماتهم بسيطة وصادقة، ورؤيتهم عميقة. بدا المشهد كتمرين على المستقبل، ورسالة مفادها أن الأطفال قادرون على التفكير والحلم والبناء.

وزارة ليست لقباً… بل مسؤولية

الرئيس الشرع أكد أن الوزارة ليست منصباً تشريفياً، بل مسؤولية تتطلب قلباً صادقاً وعقلاً متعاوناً. وشرح لهم كيفية تكامل الوزارات، مؤكداً أن العمل العام هو عمل جماعي، وأن النجاح يأتي من التعاون.

ثم قال لهم: "هذه التجربة يمكن أن تتحول إلى حقيقة بكل بساطة"، وهي كلمات أشعلت الأمل في عيونهم.

إنسانية تتقدّم على السياسة

في نهاية اللقاء، غادر الأطفال القاعة حاملين أحلامهم، ومدركين أن الوطن يسمعهم وأن أصواتهم قادرة على رسم طريق. لم يكن المشهد مجرد حدث إعلامي، بل مساحة إنسانية تعيد للطفولة حقها في الحلم، وللوطن حقه في الأمل. كانوا وزراء ليوم واحد، ولكنهم أبناء الشهداء إلى الأبد، وشركاء في الانتصار والمستقبل.

مشاركة المقال: