أعلنت الحكومة الألمانية عن نيتها اعتماد آلية جديدة تسمح للاجئين السوريين بإجراء زيارات مؤقتة إلى سوريا، دون أن يؤدي ذلك إلى إسقاط وضع الحماية الذي يتمتعون به في ألمانيا، وذلك ضمن إجراءات تستهدف تشجيع العودة الطوعية. القرار الذي لا يزال قيد التشاور أثار جدلًا سياسيًا، في ظل رفض واضح من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، الذي حذّر من تحوّل هذه الخطوة إلى "رحلات ترفيهية تحت غطاء الزيارات الاستطلاعية".
وأكدت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية، في تصريحات صحفية من برلين، أن هذه التسهيلات ستُمنح "تحت شروط صارمة"، وتهدف حصريًا إلى تمكين السوريين من تقييم إمكانية العودة النهائية، كمعاينة منازلهم أو الاطمئنان على ذويهم داخل البلاد. وتأتي هذه المبادرة في ظل تغيرات في المشهد السوري، وفقًا لتقدير الوزارة.
وبحسب المشروع، يُقترح السماح بزيارات لا تتجاوز أربعة أسابيع، أو على فترتين مدة كل واحدة منها أسبوعان سنويًا، بشرط التسجيل المسبق لدى السلطات المختصة، وتقديم ما يثبت أن الزيارة مخصصة للتحضير للعودة وليس لأي أغراض أخرى. وتتعارض هذه الخطة، بحسب ما ذكرت صحيفة "فيلت"، مع التشريعات الحالية التي تنص على إمكانية سحب الحماية من اللاجئين في حال عودتهم إلى بلدهم الأصلي، باعتبار ذلك مؤشرًا على انتفاء أسباب اللجوء، لا سيما خطر الاضطهاد.
وأعرب وزير الداخلية في ولاية "بافاريا"، يواخيم هيرمان (من حزب CSU)، عن اعتراضه على التوجه الجديد، ووجّه رسالة رسمية إلى الوزيرة نانسي فيزر (من الحزب الاشتراكي SPD)، عبّر فيها عن خشيته من "فوضى في حركة السفر بين سوريا وألمانيا"، مطالبًا بحل أوروبي موحّد بدلاً من ما وصفه بـ"الخطوات الأحادية".
تجدر الإشارة إلى أن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي يستعد لتولي وزارة الداخلية في الحكومة القادمة، وسط توجه لتعزيز التشدد في سياسات الهجرة واللجوء. ووفقًا لإحصائيات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي، يعيش في ألمانيا نحو 712 ألف شخص يحملون صفة "طالب حماية" من سوريا، فيما يبلغ عدد المقيمين من أصول سورية قرابة 1.3 مليون شخص، 18% منهم وُلدوا في ألمانيا.
حسن قدور - زمان الوصل
