يواجه اتفاق دمشق-السويداء تحديات جمة تهدد استقراره، من بينها التدخلات الخارجية، خاصة الإسرائيلية، وتسلل بقايا النظام، بالإضافة إلى طموحات شخصية تعيق المصلحة العامة.
تفاصيل الكمين والاتهامات المتبادلة:
أفاد الإعلام السوري الرسمي، نقلاً عن مصدر أمني في السويداء، بتعرض آليات للأمن العام لكمين من قبل مجموعات تابعة لما يسمى "المجلس العسكري" أثناء نقل مصابين من أبناء السويداء بعد تلقيهم العلاج في درعا. ووقعت اشتباكات في قرية الدور بريف السويداء الغربي بين مجموعتين مسلحتين، أسفرت عن مقتل عنصرين من الأمن العام وإصابة أربعة آخرين، وفقاً لوكالة سانا.
في المقابل، نفى المجلس العسكري الاتهامات، معتبراً أنها حملة إعلامية لتشويه سمعته وزعزعة الاستقرار في السويداء.
بنود الاتفاق وأهدافه:
يهدف الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في الثالث من مايو، إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في السويداء من أبناء المحافظة، وتأمين طريق دمشق-السويداء دون تدخل عناصر من خارج المحافظة.
محافظ السويداء مصطفى بكور أكد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مشيراً إلى أن جميع عناصر الشرطة في السويداء من أبناء المحافظة باستثناء قائد الشرطة وبعض الإداريين.
تحليل الخبراء:
يرى باحث عسكري سوري مقرب من الحكومة أن الاتفاق يعطي صلاحيات واسعة لمشيخة العقل في الملف الأمني والعسكري والإداري، مقابل تواجد رمزي لدمشق. بينما يعتبر الخبير العسكري عصمت العبسي أن الاتفاق يهدف إلى بناء جسور الثقة وتطمين أهالي السويداء، وقطع أذرع التدخل الخارجي.
تحديات السلم الأهلي:
يشير الناشط سامر سلوم إلى أن السلم الأهلي في السويداء لم يشهد انهياراً مماثلاً منذ 14 عاماً، متهماً جميع الأطراف بعرقلة الاتفاق والاستقرار. ويحذر الصحفي محمد عدنان من محاولات إشعال فتنة طائفية ومناطقية، ويتهم أطرافاً إقليمية، وعلى رأسها إسرائيل، بتعميق الأزمة.
توترات داخلية ومبادرات للتهدئة:
تشهد السويداء توتراً داخلياً بين الدروز وأبناء العشائر، مع شكاوى من مضايقات على الحواجز. في المقابل، ينفي الناشط سلوم وجود أي خلاف جوهري بين الطرفين، ويؤكد تضامن أهالي السويداء مع أبناء العشائر. ويجري شبان من السويداء زيارات لأبناء العشائر للتعبير عن رفضهم لأي اعتداءات.
مستقبل الاتفاق:
يواجه الاتفاق تحديات كبيرة، لكن فرص نجاحه ممكنة، بحسب الخبير العبسي. ويشدد الصحفي عدنان على أن استمرار وجود المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون يشكل عائقاً رئيسياً أمام تنفيذ الاتفاق.
الناشط سلوم يحذر من أن عدم صمود الاتفاق قد يؤدي إلى حمام دم.