الخميس, 2 أكتوبر 2025 07:26 PM

اعتداء إسرائيلي على أسطول الصمود يثير إدانة دولية واسعة ومطالبات بالتحرك

اعتداء إسرائيلي على أسطول الصمود يثير إدانة دولية واسعة ومطالبات بالتحرك

القدس المحتلة-سانا: تتوالى ردود الفعل الدولية المستنكرة لاعتداء الاحتلال الإسرائيلي على سفن "أسطول الصمود" العالمي أثناء توجهه إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني يواجهون حرب إبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول 2023.

وشهدت العديد من العواصم والمدن الأوروبية، بما في ذلك روما ونابولي وميلانو وبروكسل وباريس وبرلين، بالإضافة إلى إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب في تركيا، والعاصمة التونسية تونس، ونواكشوط الموريتانية، مظاهرات حاشدة عقب الاعتداء الإسرائيلي. رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم غزة وأسطول الصمود، ورددوا شعارات تندد بالإبادة الجماعية.

وفي إيطاليا، دعا الاتحاد الإيطالي العام للعمل إلى إضراب عام يوم غد الجمعة احتجاجاً على الاعتداء الإسرائيلي وتضامناً مع النشطاء الذين تعتقلهم إسرائيل.

فلسطين تطالب المجتمع الدولي بحماية المشاركين في الأسطول

أكدت فلسطين أن الاعتداء على الأسطول يمثل انتهاكاً للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، وطالبت المجتمع الدولي ومؤسساته بتوفير الحماية للناشطين المشاركين فيه وتفعيل أدوات محاسبة إسرائيل.

وأوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية أن أسطول الصمود العالمي مبادرة سلمية مدنية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي اللاإنساني وغير القانوني على القطاع، ووضع حدٍّ لسياسة التجويع والإبادة الجماعية الإسرائيلية. وأكدت الخارجية أن إسرائيل التي أعلنت محكمة العدل الدولية عدم شرعية احتلالها لفلسطين، لا سلطة ولا سيادة لها على المياه الإقليمية الفلسطينية، وأن أسطول الصمود العالمي يتمتع بحق المرور الحر في المياه الدولية، وأنه على إسرائيل عدم التدخل في حرية الملاحة بالمياه الدولية.

كولومبيا تطرد بعثة إسرائيل الدبلوماسية وتلغي اتفاقية التجارة الحرة

أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أنه أمر بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد على خلفية الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل، وطالبها بالإفراج الفوري عن سيدتين كولومبيتين من المشاركين في أسطول الصمود، كما أصدر قراراً بإلغاء اتفاقية التجارة الحرّة مع إسرائيل على الفور.

تركيا تصف الاعتداء بالعمل الإرهابي

أكدت تركيا أن الاعتداء الإسرائيلي عملٌ إرهابي وانتهاكٌ صارخٌ للقانوني الدولي، داعيةً الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية المعنية إلى التحرك الفوري من أجل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان حرية الملاحة في المنطقة. وقالت الخارجية التركية: إن أنقرة أطلقت المساعي اللازمة من أجل الإفراج في أسرع وقت ممكن عن المواطنين الأتراك وبقية الركاب الذين احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الاعتداء، لافتةً إلى أنه سيتم اللجوء إلى المسارات القانونية لمحاسبة منفذي هذا الاعتداء.

إسبانيا تستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية

استدعت مدريد القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية لديها، وأوضحت الخارجية الإسبانية أنها تراقب وضع أسطول الصمود، مبديةً استعدادها لتوفير الحماية الدبلوماسية والقنصلية للمواطنين الإسبان على متن السفن. بينما وصفت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياث الهجوم بأنه “جريمة مخالفة للقانون الدولي”، داعيةً إلى الإفراج عن الموقوفين وقطع العلاقات الأوروبية مع إسرائيل.

بلجيكا وإيرلندا تدعوان إلى احترام القانون الدولي

دعا وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو إسرائيل إلى احترام القانون الدولي، مؤكداً أن أولوية بروكسل هي حماية مواطنيها على متن الأسطول وإعادتهم سريعاً. أما نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الإيرلندي سيمون هاريس، فاعتبر الأسطول “مهمة سلمية لتسليط الضوء على كارثة إنسانية مروعة”، مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي.

فرنسا تطالب بضمان سلامة المشاركين

طالب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إسرائيل بضمان سلامة المشاركين في الأسطول وتأمين الحماية القنصلية لهم، مشيراً إلى أن أولوية باريس هي تحقيق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، وشدّد على ضرورة تسليم المواد الإغاثية التي يحملها الأسطول لمنظمات دولية معتمدة.

ماليزيا تندد بممارسات إسرائيل

ندد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم باعتداء إسرائيل على الأسطول واحتجازها ثمانية ماليزيين على متنه، وقال في بيان: “بعرقلة مهمة إنسانية، أظهرت إسرائيل ازدراءً تاماً، ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني، بل أيضا لضمير العالم”.

البرازيل تدين وبريطانيا تعرب عن القلق

أدانت البرازيل الاعتداء، لافتة إلى أنه على متن السفن مواطنون برازيليون منهم النائبة لويزيان برازيليا. واستنكرت الخارجية البرازيلية العمل العسكري الإسرائيلي الذي ينتهك حقوق النشطاء السلميين على متن أسطول الصمود. فيما اكتفت بريطانيا بالإعراب عن القلق تجاه الاعتداء، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات مع السلطات الإسرائيلية لضمان التعامل الآمن مع المواطنين البريطانيين على متن السفن.

ألبانيز: اختطاف نشطاء أسطول الصمود غير قانوني

قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز: إن اختطاف إسرائيل لنشطاء أسطول الصمود العالمي غير قانوني، مضيفة في تدوينة على منصة إكس: “العار على الحكومات الغربية في المقام الأول، وعلى تواطئها”.

جريمة وانتهاك للقانون الدولي

اعتداء الاحتلال على سفن الأسطول ومنعه من الوصول إلى القطاع يشكل جريمة حرب وفق المادة الثامنة من نظام روما الأساسي التي تنص على أن استهداف القوافل الإنسانية يعكس نية إجرامية لتجويع المدنيين. كما أنه انتهاك فاضح لقواعد القانون الدولي الإنساني الذي يفرض على القوة القائمة بالاحتلال تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، إضافة لكونه خرقاً للمادة 23 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم أطراف النزاع بالسماح بحرية مرور جميع الإمدادات الطبية والغذائية المخصصة للمدنيين.

ما هو أسطول الصمود؟

أسطول الصمود العالمي هو تحرك دولي إنساني انطلق نهاية آب الماضي من إسبانيا، كما أنه أكبر محاولة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاماً. يتألف من أكثر من 40 سفينة تحمل على متنها مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة، بينهم برلمانيون، محامون، ونشطاء حقوقيون، إضافة إلى مساعدات إنسانية تضم حليب أطفال، مواد غذائية، وأدوية. في أيلول 2025، تعرض “أسطول الصمود” لهجمات من طائرات مسيّرة إسرائيلية قبالة سواحل اليونان، وتم التشويش على الاتصالات، وأُعلن الإنذار على متن السفن. مساء أمس هاجمته البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً من غزة، واستولت على معظم سفنه واحتجزت النشطاء الذين كانوا على متنها تمهيداً لترحيلهم إلى دولهم.

ما هي أبرز اعتداءات إسرائيل على سفن كسر الحصار عن غزة؟

فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على قطاع غزة بمستويات متفاوتة الشدة في عامي 2005 و2006، وشدده في حزيران 2007، وحوله إلى حصار مطبق منذ بدء حرب الإبادة على القطاع في 7 تشرين الأول 2023. انطلقت محاولات تضامنية دولية لكسر الحصار بأشكال مختلفة، بينها أساطيل أبحرت من موانئ العالم باتجاه سواحل القطاع، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاق هذه المحاولات، واعتدى على السفن المشاركة فيها مرتكباً أبشع المجازر، ومن أبرز هذه الاعتداءات:

سفينة مافي مرمرة:

السفينة جزء من “أسطول الحرية”، الذي حمل إلى القطاع في أيار 2010،  6 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، و750 ناشطاً من 36 دولة عربية وأجنبية. في 31 أيار تعرضت أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة سواحل فلسطين المحتلة لاعتداء البحرية الإسرائيلية التي قتلت 10 مواطنين أتراك وأصابت 56 آخرين، واعتقلت من كانوا على متنها، ما أسفر عن أزمة دبلوماسية حادة بين إسرائيل وتركيا.

سفينة “إستيل” الفنلندية:

في تشرين الأول 2012، أرسلت الحملة السويدية لكسر الحصار على غزة هذه السفينة، وعلى متنها 19 مشاركًا من بينهم 6 برلمانيين أوروبيين، ومساعدات إنسانية. اعترضتها بحرية الاحتلال في الـ20 من الشهر نفسه على بعد 30 ميلًا في المياه الدولية، واقتادتها إلى ميناء أسدود، ورحّلت من كانوا على متنها.

سفينة “ماريان” السويدية:

واحدة من بين 5 سفن شاركت في “أسطول الحرية الثالث” لمحاولة كسر الحصار على غزة في أيار عام 2015، لكنّها تعرّضت لهجوم الاحتلال على بُعد 100 ميل بحري من غزة وانقطع الاتصال بها.

أسطول “مستقبل عادل لفلسطين”:

انطلق في الـ21 من تموز 2018 من ميناء باليرمو في صقلية، وبعد ثمانية أيام سيطر الاحتلال على سفنه الثلاث في المياه الدولية، واعتقل كل من كانوا على متنها، وقام بترحيلهم.

سفينة “أوبن آرمز”:

في آذار 2024، أبحرت سفينة “أوبن آرمز” من قبرص نحو غزة، لكن قوات الاحتلال اعترضتها قبالة سواحل القطاع ومنعتها من الوصول إليه.

سفينة “مادلين”:

أبحرت السفينة مطلع حزيران 2025 من ميناء كاتانيا الإيطالي، وعلى متنها 12 ناشطًا وشحنة مساعدات إنسانية. في  ال9  من تموز، اعترضت  البحرية الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية، واحتجزت من كان على متنها. سُميت السفينة على اسم مادلين كُلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وفقدت والدها وكذلك مصدر رزقها بعد اندلاع حرب الإبادة. ورغم تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع عاماً بعد عام جراء الحصار، ورغم المجاعة وغياب أبسط مقومات الحياة خلال حرب الإبادة لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات عملية تجبر إسرائيل على إنهاء الحصار، ووقف الحرب، مع أن عشرات القرارات الأممية تطالب بذلك.

مشاركة المقال: