الإثنين, 9 يونيو 2025 06:51 PM

اعتداء على كنيسة أم الزنار بحمص يثير غضبًا واستنكارًا واسعًا وتحذيرات من الفتنة

اعتداء على كنيسة أم الزنار بحمص يثير غضبًا واستنكارًا واسعًا وتحذيرات من الفتنة

شهدت مدينة حمص فجر الأحد حادثة اعتداء مسلح طالت كنيسة "أم الزنار" الأثرية في حي الحميدية. أقدم مجهول ملثّم على إطلاق النار باتجاه واجهة الكنيسة، ما أدى إلى إصابة الصليب المقدس المثبّت في مقدمتها، دون وقوع إصابات بشرية.

أظهرت كاميرا مراقبة أمنية قيام شخص مجهول بإطلاق ثلاث رصاصات باتجاه الكنيسة قبل أن يلوذ بالفرار، في مشهد أثار حالة من الغضب والاستنكار الشعبي والديني، وسط دعوات لعدم الانجرار وراء محاولات بث الفتنة الطائفية في المدينة.

كنيسة تاريخية ورمز وطني

تُعد كنيسة "أم الزنار" واحدة من أقدم الكنائس في العالم، وتحتل مكانة دينية وتاريخية مميزة، إذ تحتضن زنار السيدة العذراء، الذي تم اكتشافه في نيسان عام 1953، داخل جرن حجري تحت المذبح، ما يضفي بعدًا روحيًا وإنسانيًا على الحادثة.

عقب انتشار الخبر، أصدرت مطرانية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس بيانًا شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن الاعتداء "مساس مباشر بالسلم الأهلي والعيش المشترك"، ووصفت الفعل بأنه "جريمة آثمة لا تمثل أخلاق أبناء حمص ولا السوريين الشرفاء".

طالبت المطرانية الجهات الأمنية بفتح تحقيق فوري لكشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد الاستقرار المجتمعي وتهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية.

موجة تنديد شعبي على مواقع التواصل

لاقت الحادثة رفضًا واسعًا في الأوساط الشعبية والإعلامية، حيث عبّر العديد من الناشطين على مواقع التواصل عن استنكارهم الشديد، مؤكدين أن الفاعل لا يمثل الثورة ولا الشعب السوري.

قال الناشط عبد الصمد حنان: "يجب محاسبة الفاعلين بشدة، ليس فقط للعقاب، بل لمنع تكرار مثل هذه الأفعال التي تسعى لتوريط المسيحيين في لعبة الفتنة، وهو ما فشل فيه النظام سابقًا".

أما الناشط عمر الصباغ فأكد: "لو كان هناك من يريد استهداف الكنائس، لفُعل ذلك أثناء حصار حمص، لكن أخلاقنا وديننا تمنعنا من التعدي على أي رمز ديني".

يرى مراقبون أن هذا الاعتداء يحمل طابعًا استعراضيًا يُذكّر بسيناريوهات سابقة استُخدمت لإثارة الفتنة الطائفية في المدينة، مشيرين إلى أن الوحدة المجتمعية في حمص، بمسيحييها ومسلميها، أقوى من أي محاولة للعبث بها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: