التقطت مهمة «كوبرنيكوس سنتينل-2» الأوروبية صوراً فضائية حديثة لتكوين «هيكل ريشات» الفريد في صحراء موريتانيا. يُعد هذا الهيكل الجيولوجي الضخم، الذي يبلغ عمره أكثر من مئة مليون عام، معلماً بارزاً يظهر من الفضاء كدائرة هائلة تشبه عيناً وسط الصحراء الكبرى، وذلك وفقاً لموقع «سكاي نيوز».
يقع «هيكل ريشات» في هضبة أدرار شمال موريتانيا. في الماضي، كان يُعتقد أن هذا التكوين ناتج عن اصطدام نيزكي، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أنه تشكل نتيجة صعود قبة من الصخور المنصهرة نحو السطح. ثم قامت عوامل التعرية، مثل الرياح والرمال والمياه، بنحت هذا الهيكل عبر عصور طويلة، مما كشف عن حلقات صخرية متحدة المركز.
يمتد قطر «عين الصحراء» على مسافة تقارب 50 كيلومتراً، مما يجعله من أبرز المعالم التي يمكن رصدها بسهولة من الفضاء، على عكس رؤيته من سطح الأرض. وقد كان هذا الهيكل نقطة استدلال مهمة لرواد الفضاء منذ بداية الرحلات المأهولة.
تُظهر الحلقات المتتالية تنوع الطبقات الرسوبية، حيث تكشف صخور الكوارتزيت الأكثر صلابة عن درجات من الأحمر والوردي، بينما تظهر الصخور الأقل مقاومة على شكل تجاويف داكنة بين الحلقات. أما مركز الهيكل، الذي يرتفع حوالي 80 متراً، فيضم صخوراً أقدم من تلك التي تشكل الحافات الخارجية، مما يجعل «هيكل ريشات» شاهداً طبيعياً بارزاً على التاريخ الجيولوجي القديم للقارة الإفريقية.
يُعد هذا التكوين الفريد، المعروف بـ«عين الصحراء»، من أهم الظواهر الجيولوجية في العالم، وقد تم التعرف إليه لأول مرة خلال مهمات الفضاء في ستينيات القرن الماضي. نواكشوط-سانا