الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 02:24 PM

الأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لصالح قرار يدعو إسرائيل للانسحاب من الجولان المحتل

الأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لصالح قرار يدعو إسرائيل للانسحاب من الجولان المحتل

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بأغلبية 123 صوتًا يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وعارض القرار سبعة أصوات، بينما امتنع 41 عن التصويت. انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل في معارضة القرار، الذي اعتمد في جلسة الجمعية العامة لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الملفان الفلسطيني والسوري.

يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب من كامل أراضي الجولان السوري المحتل إلى خط 4 من حزيران 1967، ويؤكد على عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة وعدم مشروعية بناء المستوطنات والأنشطة الإسرائيلية الأخرى في الجولان السوري المحتل، وفقًا لبيان وزارة الخارجية السورية. ويشير القرار إلى أن إسرائيل لم تمتثل حتى الآن لقرار مجلس الأمن رقم “497”، ويؤكد أن استمرار احتلال الجولان السوري وضمه بحكم الأمر الواقع يعيق تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن ازدياد عدد الدول التي صوتت لصالح القرار من 97 في العام الماضي إلى 123 في العام الحالي، يعكس الدعم المتزايد لسوريا وموقفها المتمسك بالجولان السوري المحتل، ويثمن الجهود الدبلوماسية المبذولة. وأضافت الوزارة أن مشاركة سوريا في محادثات حول الأمور التقنية التي قد تمس أمنها وأمن المنطقة واستقرارها، لا يعني تنازلها عن حقها في الجولان كأرض سورية. وأعربت عن شكرها للدول التي تبنت وصوتت لصالح قرار “الجولان السوري”، وخاصة تلك التي غيرت تصويتها عن السنوات الماضية، مشيدة بدور مصر في تقديم مشروع القرار، ومثمنة الموقف الثابت للدول التي استمرت في التصويت لصالح القرار.

سوريا لا تتخلى عن الجولان

أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن الجمعية العامة شهدت حدثًا مهمًا حول التصويت على مشروع القرار المتعلق بالجولان السوري المحتل، حيث أيد القرار 123 دولة. وأشار إلى أن هذا التصويت يظهر أن سوريا، رغم التحديات، لا تتخلى عن حقها في الجولان، وقد أثبتت ذلك من خلال قوتها الدبلوماسية الجديدة وانخراطها الفاعل مع المجتمع الدولي، مما أدى إلى تغيير موقف أكثر من 26 دولة مقارنة بالعام الماضي لصالح القرار، بحسب ما قاله علبي في حوار مع “الإخبارية” السورية. وأشاد علبي بدور دولة مصر، التي دأبت على تقديم هذا القرار لسنوات، وأبدى تقديره لجميع الدول التي صوتت لمصلحة القرار عبر الأعوام، والدول التي أيدته هذا العام، تأكيدًا لالتزامها بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ورفضها للاحتلال ودعمها لسوريا وشعبها.

إسرائيل تدين القرار

أدان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، القرار، متهمًا الجمعية بـ”الانفصال عن الواقع”، ووصف الأراضي السورية المحتلة بأنها “خط دفاع حيوي” لبلاده. وكتب دانون على حسابه على منصة “إكس“، “لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967، ولن تتخلى عن الجولان، لا الآن، ولا في أي وقت”.

“الجولان أرض سورية”

أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 15 من تشرين الأول الماضي، أن الجولان أرض سورية، وأن سوريا تحاول استعادتها من خلال المفاوضات واتفاقيات السلام، أو أي شيء يضمن حق سوريا في هذه الأرض التي لا يزال المجتمع الدولي يعترف بها كأرض سورية. واشترطت إسرائيل الاحتفاظ بهضبة الجولان المحتلة منذ 1967 لتطبيع العلاقات مع سوريا، في ظل حديث مستمر عن دخول مرتقب لسوريا في “الاتفاقات الإبراهيمية” التي تسعى لإقامة علاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل تعتزم البقاء في الأراضي السورية والاحتفاظ بمرتفعات الجولان، كشرط أساسي ضمن ما يُعرف بـ”خطة التطبيع مع سوريا”. وأوضح ساعر، خلال حوار مع قناة “آي نيوز 24” الإسرائيلية، في 27 من حزيران الماضي، أن اعتراف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان يعد شرطًا لاتفاق مستقبلي مع الجولاني (الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع). وأضاف ساعر: “إذا أُتيحت لإسرائيل فرصة التوصل إلى اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا، مع بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، فهذا، في رأيي، أمر إيجابي لمستقبل الإسرائيليين”.

مشاركة المقال: