مع بداية موسم الصيف وعيد الأضحى، يواجه الساحل السوري أزمة سياحية حادة، حيث تحولت المنتجعات والفنادق من الإشغال الكامل إلى شبه خالٍ. يعود السبب الرئيسي إلى تدهور الأوضاع الأمنية، مع حوادث يومية وحالات قتل وخطف تثير الرعب في نفوس السياح.
في عيد الأضحى الماضي، استقبل الساحل أكثر من 2 مليون زائر، وشهدت الفنادق نسبة إشغال بلغت 98%، وحجوزات كاملة في المنتجعات رغم ارتفاع الأسعار. أما اليوم، فالوضع كارثي.
هذا التراجع لم يكن مفاجئًا، فالمنطقة تعاني من عدم استقرار أمني يؤثر على ثقة السياح والمستثمرين. حتى محاولات بعض المنتجعات لطمأنة الزوار لم تنجح، لأن حماية السياح خارج المنشآت تبقى مستحيلة.
لم يقتصر التراجع على السياح الأجانب، بل حتى السكان المحليين يتجنبون السفر خوفًا من الأحداث الأمنية، مما يضر بالموسم السياحي الذي كان يمثل ربع دخل الدولة.
أحد المنتجعات حاول منع دخول المسلحين، لكنه لا يستطيع حماية السائح أثناء تنقله. الساحل السوري يواجه أزمة ثقة كبيرة، فكيف يخاطر سائح بحياته من أجل بضعة أيام سياحية؟
حركة السفر شبه معدومة، والمتنزهات الشعبية خالية. السبب هو الخوف من القتل العشوائي، والخاسر الأكبر هو خزينة الدولة.
أجور الشاليهات كانت تصل إلى مليون ونصف ليرة سورية في اليوم الواحد. المنتجعات استعدت لاستقبال الزوار، لكن لا يوجد سياح.
إنقاذ الموسم السياحي ممكن بالإرادة الحقيقية، لكن الصراع الدولي يلقي بظلاله على الساحل، ويدفع الأهالي الثمن، بينما خسارة الموسم السياحي لا تهم الحكومة.