الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 04:17 PM

السويداء: تجدد فاجعة "الموت تحت التعذيب" يثير غضباً واسعاً بعد مقتل مواطنين

السويداء: تجدد فاجعة "الموت تحت التعذيب" يثير غضباً واسعاً بعد مقتل مواطنين

أثارت حادثة مقتل الشيخ "ماهر فلحوط" تحت التعذيب في السويداء، غضباً واسعاً، كونها الحادثة الثانية من نوعها خلال أقل من يومين، بعد مقتل الشيخ "رائد المتني" بالطريقة نفسها. وقد استعاد ناشطو السوشيل ميديا ذكريات أليمة مع "الموت تحت التعذيب"، وتلاشي الأمل الذي رافق سقوط النظام السابق بانتهاء هذه الجريمة.

الناشطة والصحفية فرح يوسف، تساءلت عن موعد انتهاء أخبار "القتل تحت التعذيب" في سوريا، معربة عن أملها في أن يصبح للمواطن السوري قيمة يوماً ما. أما الكاتب والشاعر أنور عمران، فقد ذكر أن كل خبر عن وفاة شخص تحت التعذيب يذكره بأخيه عدنان عمران الذي استشهد في صيدنايا تحت التعذيب، معتبراً أن كل من ماتوا تحت التعذيب هم إخوته.

وعلق “عمران” قائلاً: "ما أصعب هالجملة….تحت التعذيب!"، متسائلاً عن كيفية تعذيب شخص حتى الموت، وكيف يمكن أن يحدث التعذيب أصلاً.

رئيس المركز السوري للعدالة والمساءلة، محمد عبد الله، قال: "في جريمة قتل شخص تحت التعذيب، في بلد قامت فيها ثورة حرفياً رفضاً لاعتقال أطفال وتعذيبهم، ثورة كشفت وأسقطت أبشع نظام تعذيب في العالم بعد النازية".

وتساءل “عبد الله” عن ردة فعل الجمهور، موضحاً أنه إذا كان الطرف الفاعل خصماً سياسياً، تتم إدانة الجريمة بأشد العبارات ومهاجمة الطرف الفاعل والمطالبة بالمحاكمات والعدالة، ومهاجمة الصامتين. أما إذا كان الفاعل حليفاً سياسياً أو من الطائفة أو القومية نفسها، فسيتم سماع تبريرات من قبيل "أخطاء فردية" أو مقارنات مع الثورة الفرنسية، معتبراً أن من يعترض على ذلك "خائن".

الناشطة رنا الشيخ علي، اعتبرت أن لا يوجد جملة أقسى من "الموت تحت التعذيب"، مؤكدة أن وقعها على قلوب السوريين مرهق وأسود ومعقد ومهين ومحبط، ومتسائلة عن كيفية مرورها بشكل عادي في سياقات وحيوات السوريين.

ودعت السوريين إلى رفض كل سلطة تستقوي على الناس بسبب لونهم، وكل سلطة تعتبر نفسها فوق القانون، سواء كانت دينية أو سياسية أو عسكرية.

ولم يعلق الحرس الوطني، وهو تجمع للفصائل تم تشكيله عقب أحداث تموز الأخيرة لتوحيد الفصائل المحلية في السويداء، على أخبار مقتل "المتني" أو "فلحوط"، اللذين اعتقلتهما قوات الحرس قبل أيام. واكتفى الحرس الوطني بإصدار بيان عقب تداول فيديو يوضح تعرض "المتني" للتعذيب والإهانة قبل مقتله، ذكر فيه أنه تم توقيف واحتجاز عنصرين من منتسبي الحرس الوطني إثر ارتكابهم تصرّفاً مخالفاً للانضباط العسكري ومنافياً للعادات والتقاليد، خلال عملية توقيف عدد من الأشخاص كانوا يخططون لعمل مشابه لما حصل في شهر تموز الفائت بإدخال عصابات الإرهاب من دمشق عنوة بتخطيط منظم. وأكد الحرس الوطني أنه سيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وفقاً للأنظمة الداخلية والقوانين العسكرية المعمول بها، بما يضمن حفظ النظام والانضباط المؤسساتي، إلا أنه بعد يوم واحد من صدور البيان تم العثور على جثمان "المتني" وفي اليوم التالي على جثمان "فلحوط".

يذكر أن سوريا شهدت العديد من جرائم "الموت تحت التعذيب"، في حلب وحمص، بعد سقوط النظام لكن الجديد كان خروج أصوات تندد بالجريمة وتطالب بمعاقبة الجاني أياً كان منصبه.

مشاركة المقال: