أثار صانع المحتوى والشيف المعروف، "عمر أبو لبدة"، تفاعلاً واسعاً بعد انتقاده لما وصفه بسقف الحرية في ظل الحكومة الجديدة، مقارنةً إياه بالقيود التي كانت مفروضة في عهد النظام السابق. هذا الانتقاد أطلق عليه سيلاً من الانتقادات الشخصية التي طالت عائلته ومحتواه، مع إعادة تكرار عبارات مثل "وين كنت من ١٤ سنة".
سناك سوري_ صحفية حرة
وكان "الشيف عمر" قد نشر مقطع فيديو لطفل سوري يبلغ من العمر 5 سنوات، يعاني من آثار التعنيف، داعياً المؤثرين إلى إطلاق حملة لإعادة إعمار المدارس ودعم الأطفال المشردين. لكنه واجه حملة كراهية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، استهدفت حياته الخاصة وعائلته بالشتائم والتشهير. وعبر عن استيائه قائلاً: «هل مصير كل شخص سوري اعتقد أننا أصبحنا في حقبة جديدة وانتهى زمن التشبيح والقمع ويحاول أن ينتقد أو يعبر عن رأيه أو يضوي على مشكلة ما في المجتمع هل مصيره هذا الهجوم الكبير والسب والشتم والقذف له ولعائلته؟». وأضاف: «في السابق لم يكن السوري قادر على قول كلمة حق لأنهم يخفوه هو وعائلته والآن أيضاً يقيمون عليّ حملة تشويه سمعة ممنهجة وسب وشتم وقذف لايتصورها عقل».
ويرى البعض أن "الشيف عمر" ربما أخطأ في مقارنة الحكومة الحالية بالحكومة السابقة، معتبرين أن مقارنة "فرع القمع" بالحكومة الهاربة قد تكون أكثر دقة.
مقالات ذات صلةويُعرّف "فرع القمع" بأنه مجموعة ضيقة ذات صوت عالٍ، تسعى إلى ملاحقة كل من ينتقدها، ووضعه في قوائم العار أو التخوين، أو النيل من شرفه، وتحويله إلى حالة فردية. هذا الفرع، بحسب وصف الكاتبة، ابتلع الأجهزة الأمنية المختلفة وأعاد إنتاجها في صورة ترهيب للمواطنين.
وتضيف الكاتبة أنها كامرأة شابة من ريف دمشق، كانت محرومة من حرية التعبير، وعندما أتيحت الفرصة، سرعان ما اصطدمت بواقع جديد من الرقابة والخوف، حيث أصبح الجلادون متواجدين على وسائل التواصل الاجتماعي، يهددون ويشتمون كل من يخالفهم الرأي.
وتختتم الكاتبة بأن "فرع القمع"، بمبادرة فردية، يؤسس للخوف والتسلط، مدفوعاً بمرض التملق أو احتكار الوطنية. ويريد هذا الفرع أن يعيش الناس بلا حواس، محكومين بغرائزهم، فيكونون فريسة أو مفترسين. وعندما يُنتقد هذا الفرع بسبب تقييد الحريات، فإنه يرد بغضب: "في حرية غصباً عنك وعن أهلك"، وقد يتبع ذلك بعبارات مثل "إذا مو عاجبك الوضع هاجر" أو "وين كنت من 14 سنة" أو "قص لسانك أحسن ما نقصلك إياه". هذا الفرع، الذي يظن نفسه حراً ووطنياً، إنما يعتقل الحرية ويشوه الوطنية.