الأحد, 5 أكتوبر 2025 06:43 PM

الشيف عمر ينتقد سقف الحريات ويواجه حملة تشويه: هل انتهى زمن القمع حقاً؟

الشيف عمر ينتقد سقف الحريات ويواجه حملة تشويه: هل انتهى زمن القمع حقاً؟

كيف تحول التركيز الأمني إلى قمع السوشيال ميديا؟ سؤال أثاره انتقاد الشيف وصانع المحتوى “عمر أبو لبدة” لسقف الحرية في ظل الحكومة الجديدة، ومقارنته بالعهد السابق. هذا الانتقاد أثار ضده حملة سباب طالت عرضه وعائلته، وتجاهلت فحوى الموضوع الذي طرحه، مُعيدةً سجال الأشهر التسعة الماضية وشعار “وين كنت من ١٤ سنة”.

“الشيف عمر” ذكر أنه نشر فيديو لطفل سوري يبلغ من العمر 5 سنوات، وجد ملقى في أحد الشوارع بعد تعرضه للتعنيف، ودعا المؤثرين للمساهمة في إعادة إعمار المدارس وتبني مشاريع لدعم الأطفال المشردين.

لاحقاً، واجه حملة كراهية واسعة على السوشيال ميديا، استهدفت حياته الخاصة وعائلته بالشتائم والتشهير. وفي منشور له تساءل: «هل مصير كل شخص سوري اعتقد أننا أصبحنا في حقبة جديدة وانتهى زمن التشبيح والقمع ويحاول أن ينتقد أو يعبر عن رأيه أو يضوي على مشكلة ما في المجتمع هل مصيره هذا الهجوم الكبير والسب والشتم والقذف له ولعائلته؟».

وأضاف: «في السابق لم يكن السوري قادر على قول كلمة حق لأنهم يخفوه هو وعائلته والآن أيضاً يقيمون عليّ حملة تشويه سمعة ممنهجة وسب وشتم وقذف لايتصورها عقل».

قد يكون “الشيف عمر” أخطأ في مقارنة الحكومة الحالية بالهاربة، والأصح مقارنة “فرع القمع” بها.

“فرع القمع”، وهو مجموعة ضيقة ذات صوت عالٍ، معروفة الهوية أحياناً ومجهولة أحياناً أخرى، مهمتها ملاحقة كل من يعبر عن رأي مخالف، ووضعه في قائمة عار أو تخوين، أو النيل من شرفه، أو شتمه وتحويله إلى حالة فردية.

هذا الفرع ابتلع الأمن العسكري والسياسي وأمن الدولة وكل أنواع الرعب والترهيب، ثم أطلقها على المواطنين باسم العيش المشترك.

هذا الفرع يمنعنا من التمتع بالحرية. فمثلاً، أنا شابة من ريف دمشق، نشأت بشفاه مطبقة وصوت خافت، وعندما أتيحت لنا فرصة التعبير، قيل لنا تنفسوا وتكلموا. حاولنا الصراخ لنفض الغبار عن حبالنا الصوتية.

كشابة متحمسة وفرحة بالانتصار، ومعي الآلاف من أبناء جيلي، صدقنا ذلك، لكن سرعان ما سحبت عاصفة الهواء وأغلقت أفواهنا وربطت حبالنا الصوتية، وها نحن نختنق.

فسجاني الأمس أصبحوا موجودين على فيسبوك وواتساب وانستغرام، ونخشى وجودهم أمام باب بيوتنا، يهددوننا ويهددون أهلنا، يشتموننا ويشتمون أهلهم، وإن لم نصبح حالة فردية، فسيقولون لنا مكانكن المطبخ.

“فرع القمع” بمبادرة فردية يؤسس للخوف والتسلط، وأنا مقتنعة أنه لا أحد دعاه ولا أحد كلفه، وإنما هذا مرض بالجينات ربما يمكن تسميته مرض التملق، أو التسلط، أو احتكار الوطنية، أو أي اسم آخر يخطر في بالكم.

هذا الفرع يظن نفسه حراً، لكنه يريد للناس أن تكون بلا عينين ولا أذنين وبقلب مفطور، أن يعيش بلا حواس على غرائزه فيكون مرة فريسة ومرة مفترس حين يحين دوره.

هذا الفرع عندما تقول له أن هناك مشكلة حرية سيقفز أمامك غاضباً بعبارة “في حرية غصباً عنك وعن أهلك” بعضهم قد يتابع إذا مو عاجبك الوضع “هاجر” وبعضهم سيتابع بالقول لك وين كنت من 14 سنة وبعضهم ستكون اللاحقة تبعه “قص لسانك أحسن ما نقصلك إياه”.

هذا الفرع الذي يظن نفسه حراً ويظن أنه يمارس فعلاً وطنياً ويحمي “دولته” إنما يعتقل الحرية ويشوه الوطنية كلما بنت الدولة عاموداً من أساساتها حفر تحته فأضعفه إن لم يدمره.

مشاركة المقال: